شهدت سوريا ليلة مليئة بالتطورات المتسارعة التي قلبت الموازين السياسية والعسكرية، حيث أسفرت عن تغيرات جذرية بعد سقوط نظام بشار الأسد، واندلاع سلسلة من الأحداث المؤثرة في مختلف أرجاء البلاد.
سيطرة الفصائل المسلحة
تمكنت الفصائل السورية المسلحة، فجر الأحد، من فرض سيطرتها على مناطق حيوية شملت مدينتي حمص والعاصمة دمشق، إضافة إلى اقتحام عدة سجون بارزة، من بينها سجن صيدنايا الشهير، وهذا الانهيار المفاجئ للنظام ترافق مع تقارير إعلامية محلية وعالمية أكدت مغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد عبر مطار دمشق الدولي.
تناقلت وسائل الإعلام تقارير متضاربة بشأن توقيت مغادرة الأسد سوريا، وأشارت بعض المصادر إلى أنه غادر فجر الأحد، بينما أكد المرصد السوري أنه غادر مساء السبت، وفي المقابل، أعلنت روسيا استقبال الأسد وأفراد عائلته ومنحهم حق اللجوء الإنساني، ما أضاف مزيدًا من الغموض حول مستقبله.
الغارات الإسرائيلية المكثفة
في تطور آخر، شن الطيران الإسرائيلي نحو 250 غارة جوية على مواقع مختلفة داخل الأراضي السورية، ووفقًا للمرصد السوري، استهدفت هذه الغارات مواقع عسكرية استراتيجية شملت مطارات، مستودعات أسلحة، أسراب طائرات، أنظمة دفاع جوي، ومحطات إشارة عسكرية، كما تم تدمير مراكز أبحاث علمية ومنشآت عسكرية، مما اعتُبر جزءًا من عملية شاملة لتدمير القدرات العسكرية المتبقية للنظام السابق.
استهدفت الغارات الإسرائيلية أيضًا منشآت دفاع جوي وسفنًا حربية في ميناء اللاذقية شمال غربي سوريا، واعتبر المرصد أن هذا الهجوم يأتي ضمن إطار القضاء على ما تبقى من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة النظام.
وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء، أفادت قناة "العربية" بسماع دوي انفجارات عنيفة في العاصمة دمشق، مما زاد من حالة التوتر والذعر بين السكان.
الجولاني يعرض مكافآت
على صعيد آخر، أعلن زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، عن تخصيص مكافآت مالية مقابل أي معلومات تقود إلى قادة الجيش والأمن المتورطين في ارتكاب جرائم حرب.
وأكد الجولاني، أن الهدف من هذه الخطوة هو تحقيق العدالة وملاحقة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، وهذه التطورات تؤكد دخول سوريا مرحلة جديدة من التحولات العميقة التي تحمل تداعيات غير مسبوقة على المستوى المحلي والدولي.
