تهديد ترامب

 بقلم/ إحسان بدرة . صحفي وناشط سياسي

الكل سمع وقرأ تهديد ترامب لحماس بخصوص الرهائن بغزة ....... والذي قال فيه إنه إذا لم يتم إطلاق سراح المختطَفين حتى موعد تنصيبه فإن العواقب ستتمثل في انفتاح باب الجحيم على الشرق الأوسط.... هنا يأتي التساؤل حول التهديد وتوقيته وهدفه؟ بهدف تسريع مفاوضات تجرى لاتمام صفقة تدار وراء الكواليس. سؤال أخر .. ما هى أوراق أو نقاط الضغط التي يمتلكها ترامب ضد حركة حماس؟ ، إن تصريح الرئيس الأمريكي القادم "ترامب" يعتمد بصورة بصورة غير مباشرة على قطر والتي انسحبت من إدارة المفاوضات وبعد أن إغلقت الباب في وجه قادة حماس ورغم ذلك فلا تزال قطر جزء من مشهد الاتصالات..... يعني جزء من المصالح المشتركة بين جهات عديدة .. تدير اللعابة السياسية في المنطقة ... وأن مبادرة ترامب وتهديد الجديد لحماس واعلانه أن لم يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة لم يأتي من ف يق المفاوضات بل جاء هذا التهديد بناء على مصالح مشتركة بين كل من إسرائيل وإدارة بايدن الرئيس الأمريكي الحالي والرئيس الأمريكي القادم "ترامب" لتوصل إلى صفقة تبادل . . -_ فبايدن يريد أن يسجل إنجاز الصفقة لمصلحته قبل أن يتولى رئيس جمهوري البيت الأبيض. _ ترامب يريد أن يبدأ فترته الرئاسية من دون أن يضطر إلى التدخل أو اتخاذ قرارات بشأن مسألة الحرب في الشرق الأوسط بصورة عامة، وفي غزة بصورة خاصة. لأن أيديولوجيته واستراتيجيته تقوم على التحرر من الحروب في مختلف أنحاء العالم حتى يتفرغ لإعادة تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية. والسؤال هو ما إذا كان هذا التهديد جاداً، وإذا كانت احساس نفسها ستأخذه على محمل الجد. صحيح. في الحقيقة والواقع فالرئيس الأمريكي القادم "،ترامب: لا يمتلك القدرة العسكرية المباشرة لتنفيذ التهديد ضد حماس لأن إسرائيل قامت ومازالت تقوم بكل قوتها بهذا المجال. ولكن: ترامب" يملك ثلاث أدوات ضغط قوية يمكنه استخدامها للضغط على الحركة ليدفعها إلى تقديم تنازلات في صفقة التبادل، ومعاقبتها إذا لم تستجب بعد توليه منصب الرئاسة. أداة الضغط الأولى: ضرب مصادر تمويل "حماس"، أي تقويض قدرة الحركة على تمويل نشاطاتها بعد توقف القتال، وهذا لا يشمل غزة فقط، بل أيضاً لبنان وأماكن أُخرى حول العالم تستمد منها "حماس" قوتها. وفي هذا السياق، يمكن لترامب التأثير عبر إغلاق جمعيات خيرية في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية عموماً، وكذلك عبر حث الأوروبيين على اتخاذ إجراءات مماثلة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للرئيس المنتخَب التأثير في قطر ودفعها إلى وقف تمويلها وتبرعاتها السخية إلى الحركة. _؛ أداة الضغط الثانية : هذه الورقة تكمن في تهديد إيران واستخدام "قضية حماس" كذريعة لفرض عقوبات على إيران وبرنامجها النووي وبالتالي يدفع بطيران لضغط على "حماس" لتقديم تنازلات..... حقيقة من يمولك ويدعم ويعطيك المال يستطيع اخبارك على تقديم تنازلات ما دمت أنت قبلت بذلك واعطيته قرارك وهذا ينطبق على حماس لو ح.ث ذلك تقبل وتقدم تنازلات وغير مسبوقة لضمان وجودها ومصالحها ... _ أداة الضغط الثالثة: ، فتمثل في توجيه تهديد مباشر إلى سكان غزة عموماً، والذين تُعد "حماس" جزءاً منهم، فحواه أن الولايات المتحدة لن تشارك في إعادة إعمار القطاع إذا لم تقدّم الحركة تنازلات الآن، وإذا لم يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطَفين بسبب موقفها. وفي النهاية فبيان ترامب بشكل عام يشكل تطورا ايجابيا وممكن أن يكون دافعا لتسريع صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار ومن ثم المفاوضات لوقف الحرب على غزة .... فعندما تلاقي مصالح الأطراف المتحاربة يتم الحل باتفاق أوصفقة .

البوابة 24