تستمر العديد من قصص المعتقلين في الظهور بعد خروجهم من السجون السورية، وتحمل حكاياتهم تفاصيل صادمة تفوق حدود المنطق والخيال، تشبه تفاصيل الروايات عن أشخاص اختفوا لسنوات وعادوا فجأة ليجدوا أنفسهم في حضن عائلاتهم وأحبائهم.
وثقت عدسات الكاميرا لحظة التقاء سيدة سورية بشقيقها الذي افترضت وفاته منذ سنوات، ما زال على قيد الحياة وكان محتجزًا في سجن صيدنايا، في مشهد مليء بالفرحة والدموع.
صدمة وفرحة
وظهرت "السيدة"، خلال مقطع فيديو مؤثر وثّق اللحظة التي اكتشفها أن شقيقها أدهم، كما سمع منها، لا يزال حيًا يُرزق، وبمشاعر متباينة بين الصدمة والفرحة؛ ظهرت السيدة وهي تتلقى الخبر عبر مكالمة مرئية باستخدام هاتفها المحمول، غير مصدقة ما يحدث.
وتعتبر قصة هذه السيدة واحدة من آلاف القصص التي ترويها عائلات المعتقلين أو المعتقلون أنفسهم، الذين تمكنوا من الخروج من سجن صيدنايا، الذي عرف بسمعته المروعة كمركز للتعذيب الوحشي والإخفاء القسري خلال حكم النظام السوري المنهار.
"المسلخ البشري"
والجدير بالإشارة أن "سجن صيدنايا"، يقع على قمة تلة في منطقة جبلية شمال العاصمة دمشق، ويمتد على مساحة شاسعة تصل إلى حوالي 1.4 كيلومتر مربع – ما يعادل مساحة 184 ملعبًا لكرة القدم، وهي مساحة تفوق بـ8 مرات المساحة الإجمالية لجميع ملاعب كرة القدم ذات الحجم الدولي في سوريا.
وقد تأسس السجن في ثمانينيات القرن الماضي، لكنه أصبح رمزًا للرعب والقمع على مدى عقود، وأطلقت عليه "منظمة العفو الدولية" وصف "المسلخ البشري"، لافتة إلى أنه المكان الذي "كانت الدولة السورية تذبح فيه شعبها بهدوء".