من منا لا يتذكر تلك المشهد المؤلم الذي أبكى العالم كله، حين احتضن الشيخ خالد نبهان، الشهير بـ"أبو ضياء"، جثة حفيدته الصغيرة ريم بعد أن قضت في غارة إسرائيلية على قطاع غزة في نوفمبر من العام الماضي.
في ذلك اليوم الحزين، أمسك "أبو ضياء" بجثة حفيدته الصغيرة ريم وسط مخيم النصيرات، يضمها إلى صدره ويمطرها بالقبل، غير مصدق أن صغيرته ذات الوجه الملائكي قد رحلت عن العالم.
يفتح عينيها ويقبلهما
بينما انتشر المقطع المصور الذي وثق هذه اللحظة الحزينة التي يودع فيها الجد حفيدته الشهيدة كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، وكانت كلماته المؤثرة بعدما راح يخاطبها قائلا "روح الروح"، ويفتح عينيها ويقبلهما، رمز للمأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة.
إلا أن القدر لم يمهل هذا الشيخ "أبو ضياء"، في قطاع غزة طويلاً، فقد استشهد اليوم الاثنين في غارة إسرائيلية عنيفة استهدفت النصيرات، وأودت بحياة العشرات من المدنيين.
ويجدر الإشارة إلى أن مأساة "أبو ضياء" لم تقتصر على فقدان حفيدته ريم؛ فقد سبق أن فقد حفيده طارق، ابن ابنته، خلال الحرب ذاتها، ليعيش ألم الفقد مضاعفاً، ومع رحيله اليوم، فقد المجتمع الفلسطيني رمزاً إنسانياً جسّد الحزن والصبر، تاركاً وراءه أثراً عميقاً في قلوب كل من تابع قصته.
ويذكر أن قطاع غزة شهد خلال الساعات الماضية تصعيداً عنيفاً، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارات مكثفة على مختلف المناطق، أدت إلى استشهاد أكثر من 65 فلسطينياً، في مشهد متجدد من المأساة الإنسانية التي يعاني منها القطاع.
