بعد أيام من سقوط نظام بشار الأسد، ظهرت مشاهد من داخل الفرع 235، المعروف باسم "فرع فلسطين"، أحد أهم مقار الاستخبارات العسكرية السورية في العاصمة دمشق، والذي ارتبط اسمه بالخوف والرعب لعقود طويلة.
والجدير بالإشارة أن تاريخ إنشاء الفرع يعود إلى مطلع سبعينيات القرن الماضي، وأطلق عليه اسم "فرع فلسطين" نظرًا لارتباطه في البداية بقضايا تخص المنظمات الفلسطينية، إلا أنه بمرور السنوات، تحوّل إلى أحد أشهر مراكز الاعتقال في سوريا، خصوصًا للموقوفين بتهم تتعلق بـ"الإرهاب".
ومن جانبه، قال الصحفي عماد الأطرش، خلال زيارة أجراها موفد "سكاي نيوز عربية" إلى دمشق: "كان الموقوفون بمجرد دخولهم إلى هذا المكان ينقطع الاتصال بينهم وبين ذويهم تمامًا، ما جعل الفرع رمزًا للغموض والخوف".
جولة داخل الفرع 235 الشهير بـ فرع فلسطين سيئ السمعة في #دمشق#سوريا_الآن#سوشال_سكاي pic.twitter.com/0sL9cYzGP6
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) December 17, 2024
زنازين تحت الأرض
كما يضم أن الفرع 235 يضم مئات الزنازين، سواء الجماعية أو الانفرادية، وهي مبنية على ثلاثة طوابق تحت الأرض. وقد وثّقت هذه الزنازين، على مدى عقود، انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وفقًا لمصادر سورية متعددة.
ولفت "الأطرش"، في تقريره ، إلى أن الفرع كان مركزًا لمعاناة المعتقلين الذين تعرضوا لأشكال متنوعة من التعذيب الجسدي والنفسي.
وأوضح "التقرير"، أنه "مع الإطاحة بالنظام السوري، أقدم المسؤولون عن الفرع على حرق مئات الوثائق والأدلة التي كانت تُثبت حجم التعذيب والانتهاكات".
كما أردف موفد "سكاي نيوز عربية": "المسؤولون تعمّدوا طمس آثار ما جرى داخل هذا المقر، خوفًا من أي محاسبة مستقبلية".
والجدير بالذكر أن الفرع 235، بما يمثّله من رمزية قوية للاستخبارات العسكرية السورية، يبقى شاهدًا على واحدة من أقسى المراحل في تاريخ سوريا الحديث، فقد عمّ الخوف أوساط المعتقلين وذويهم على حد سواء.