تعتبر سنة 2024 بمثابة محطة حاسمة في مسيرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ استطاع، من خلال حرب غزة، تحقيق العديد من الأهداف وفق رؤيته، فقد نجح في إضعاف حركة حماس بشكل كبير، مع تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وترسيخ الوجود العسكري في القطاع والسيطرة الأمنية التي قد تستمر حتى بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بحسب تصريحات مسؤولين في تل أبيب.
إضافة إلى ذلك، أمر "نتنياهو"، بتوجيه ضربات عنيفة لحزب الله في لبنان، مما أضعف المحور الإيراني الذي يدعمه.
ومع اقتراب حلول عام 2025، يقترب عام الحساب والحصاد، حيث يواجه "نتنياهو" اختبارًا جديدًا يتمثل في استكمال أهدافه الاستراتيجية، وأبرزها تعزيز سيطرته العسكرية في غزة، وإحباط الطموحات النووية الإيرانية، مع العمل على تفكيك حلفاء طهران مثل حماس وحزب الله، إلى جانب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.
وقف النار
ومع اقتراب نهاية العام الحالي، تتوقع العديد من المصادر المطلعة احتمال موافقة "نتنياهو" على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس لإنهاء الحرب التي استمرت 14 شهرًا، هذا الاتفاق قد يتضمن أيضًا إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مع بقاء القطاع تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية في ظل غياب أي خطة أميركية بعد الحرب تضمن نقل السلطة للسلطة الفلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو.
طهران والنووي
وفي المقابل، يستعد "نتنياهو" للتركيز على طموحات إيران النووية وبرنامجها الصاروخي، مع التركيز على تفكيك وتحييد تهديداتها الاستراتيجية لإسرائيل، حيث تواجه طهران خيارين صعبين، إما الاستمرار في تخصيب اليورانيوم أو تقليص أنشطتها النووية والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي هذا الصدد، كشف مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلترمان، أن إيران معرضة بشدة لهجوم إسرائيلي يستهدف برنامجها النووي، لكنه استبعد أن تؤدي هذه الهجمات إلى القضاء التام على التهديد الإيراني، قائلًا: "لن أتفاجأ إذا وجهت إسرائيل ضربات، لكن هذا لن يلغي إيران بطبيعة الحال أو يحيدها"، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
خطوات ضد إيران
كما يتوقع المحلل الفلسطيني غسان الخطيب، أن يدعم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خطوات نتنياهو ضد إيران، قائلًا: "قد يضربان الإيرانيين إذا لم يتراجعوا إذ لا شيء يمنعهما الآن".
ولفت "الخطيب"، إلى أنه انسحب سابقًا من الاتفاق النووي لعام 2015 وشدد العقوبات على قطاع النفط الإيراني، موضحًا أن التحالف بين ترامب ونتنياهو قد يدفعهما إلى توجيه ضربات مباشرة لإيران إذا لم تتراجع عن أنشطتها النووية، على الرغم من دعوات العودة إلى المفاوضات من النقاد الذين يرون أن الدبلوماسية وسيلة أكثر فعالية على المدى الطويل.
والجدير بالذكر أنه بالرغم أن ما يعتبره نتنياهو إنجازات استراتيجية، إلا أنه لا يزال يواجه تحديات داخلية قد تؤثر على مستقبله السياسي، أبرزها محاكمة الفساد التي استؤنفت في ديسمبر، إلى جانب مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، التي قد تظل وصمة في تاريخه السياسي.