أفادت مصادر في الشرطة، اليوم السبت، عن تفاصيل جديدة تتعلق بحادثة الدهس التي استهدفت حشداً في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ وسط ألمانيا، أمس، لافتة إلى أن الفحوصات الطبية الأولية أكدت أن منفذ الهجوم كان تحت تأثير المخدرات أثناء قيادته السيارة ودهسه للحشد، وفقاً لصحيفة "بيلد" الألمانية.
"وجهات نظر متطرفة"
وفي هذا الإطار، كشف مصدر سعودي أن منفذ الهجوم هو مواطن سعودي اسمه "طالب عبد المحسن"، وصفته السلطات بأنه يحمل "وجهات نظر متطرفة"، مؤكدًا أن السعودية كانت قد حذرت السلطات الألمانية مسبقاً من أن المهاجم نشر آراء تهدد الأمن والسلام على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
تجاهلت 3 تحذيرات
كما لفت موقع "دير شبيغل" إلى أنه حصل على معلومات تؤكد أن السعودية أرسلت ثلاث تحذيرات إلى ألمانيا بشأن منفذ العملية، إلا أن برلين تجاهلتها.
5 قتلى وأكثر من 200 إصابة
والجدير بالإشارة أن حصيلة الضحايا إلى 5 قتلى وأكثر من 200 مصاب، بينهم الكثير في حالة خطرة، بحسب تصريح حاكم ولاية ساكسونيا أنهالت، راينر هاسيلوف.
كما أكد المتحدث باسم شرطة ماغدبورغ لوكالة "فرانس برس"، أن السيارة التي كان يقودها المهاجم اندفعت نحو الحشد لمسافة لا تقل عن 400 متر في السوق.
وبحسب ما ذكره زوار موقع "فولكسشتيمي" الإخباري المحلي، فأن المهاجم يقود سيارة دفع رباعي سوداء، حيث اخترق الحواجز الأمنية واستمر في القيادة بشكل متعرج داخل السوق، ما تسبب في حالة من الهلع والدمار.
طبيب يبلغ 50 عاماً
ويشار إلى أن منفذ عملية الدهس هو طبيب سعودي يبلغ من العمر 50 عاماً، وصل إلى ألمانيا في عام 2006 وحصل على وضع لاجئ، بالإضافة إلى أنه عمل في منطقة ساكسونيا أنهالت، عاصمة ماغدبورغ، الواقعة على بعد 160 كيلومتراً من برلين.
كما شدد "هاسيلوف"، على أن المهاجم تصرف بمفرده، بينما لا تزال دوافعه غير واضحة، لاسيما وأنه لم يكن مسجلاً لدى الشرطة كمتطرف، وفقاً لوسائل إعلام ألمانية.
اليمين المتطرف
وذكرت وسائل إعلام ألمانية بأن المهاجم نشر آراء على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد "الأسلمة"، كما أشير إلى وجود صلات له باليمين المتطرف في ألمانيا. وقد أثارت الحادثة جدلاً واسعاً، حيث تساءلت أليس فايدل، الرئيسة المشاركة لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، عبر منصة "إكس": "متى سينتهي هذا الجنون؟".
ويذكر أن هذه العملية جاءت بعد مرور ثماني سنوات على هجوم مماثل استهدف سوقاً لعيد الميلاد في برلين، وفي وقت تشهد فيه ألمانيا حملة انتخابية مشحونة، حيث وضعت قواتها الأمنية في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي هجمات متوقعة.