بقلم/ إحسان بدرة . صحفي وناشط سياسي
أسلوب عمدت إسرائيل القيام به ضد السلطة والوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في الضفة الغربية حيث يقوم هذا الأسلوب على تعزيز الفوضى و تأجيج الصراعات الداخلية الفلسطينية وزرع الشكوك في صفوف الشعب بأن يستخدم الدعم العلني كأداة لإضعاف شرعية السلطة وأجهزتها الأمنية أمام شعبها بالتالي خلق انطباع لدى الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية بأن السلطة تتلقى دعم من إسرائيل مما يؤدي إلى 1_ إضعاف ثقة الشعب في قيادته: عندما يظهر أن القيادة "مدعومة" من عدو مثل إسرائيل، قد يتهمها الشعب بالخيانة أو العمالة. 2_ إضفاء الشرعية على الخارجين عن القانون: الدعم الإسرائيلي لعدوي يجعل الخارجين عن القانون يبدون وكأنهم الطرف "الوطني" أو "المقاوم" الحقيقي، ما يكسبهم تعاطفاً شعبياً.* 3_ إطالة أمد الصراع الداخلي: من خلال التشكيك في نوايا القيادة ورفع معنويات الخارجين عن القانون، تستمر حالة عدم الاستقرار وتُضعف السلطة المركزية. وهذا التكتيك يعرف "بإدارة الفوضى" والتي من خلالها يتم توظيف الصراعات الداخلية لتحقيق مكاسب أمنية ودون الحاجة للتدخل المباشر في الضفة الغربية .. وهاذ جزء من الفوضى الخلافة التي تسعى أمريكا لتنفيذها في الدول العربية والتي فعلا نفذت عام 2011 بما عرف بثورات الربيع العربي وقد استكمل هذا التكتيك قريبا في سوريا وتم إسقاط النظام السوري وهروب بشار الأسد لموسكو لقد دأبت إسرائيل على ممارسة هذا التكتيك ضد السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بعدة أساليب من الحرب النفسية والسياسية والتي تهدف من خلالها إلى اضعاف السلطة الفلسطينية وبكل منظوماتها السياسية والعسكرية والأمنية باستغلال أي صراع سياسي فلسطيني لتعميقه وتحويله لأداء تخدم مصالحها وأجنداتها وكان الانقسام بين غزة والضفة الغربية ونقلاب حماس على السلطة في قطاع غزة وانتهاء بحرب الابادة الجماعية المستمرة بالقطاع ماهى الا باب من هذه الاستراتيجية الإسرائيلية ضد السلطة لتقويض المشروع الوطني لاقامة دولة فلسطينية مستقلة . والآن عاودت إسرائيل لهذا التكتيك وهذه الاستراتيجية لخلق واقع مناسب لها في الضفة الغربية وخاصة عندما تباشر السلطة حملة أمنية ضد الجماعات المسلحة والخارجية عن القانون الفلسطيني قامت أسرائيل بدعم هذه الحملات بشكل علني إعلاميا من خلال الأبواق الإعلامية المشبوهة وعلى رأسها قناة الجزيرة وليس من باب تعزيز السلطة بل لتشويه صورتها أمام شعبها وإظهارها كأداءة إسرائيلية وفي المقابل تصوير تلك الجماعات الخارجة عن القانون والمدعومة من إيران كأبطال ومقاوميين وهذا طبعا عمق وزاد الفجوة بين السلطة وشعبها في الضفة الغربية وبالتالي اضاف شرعية السلطة مما يخدم المصلحة الإسرائيلية في بقاء الصف الفلسطيني منقسم وغير قادر على مواجهة الاحتلال بوحدة الصف والقوة . وهنا تبرز أهمية الوعي الوطني لدي الشعب بكل هذه الخطط والاجندات والمؤامرات ضد الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني .. وإن دراك هذه التكتيكات الخبيثة يُعد واجبًا وطنيًا يتطلب من الجميع الوقوف صفًا واحدًا خلف السلطة الفلسطينية، ودعم جهودها في محاربة الفوضى وحماية أمن المجتمع. فاللحمة الوطنية والتكاتف الشعبي هما السبيل الوحيد لإفشال المخططات الإسرائيلية التي تسعى إلى تشويه صورة النضال الفلسطيني وزرع الشقاق بين أبنائه. على الشعب الفلسطيني أن يدرك أن قوته تكمن في وحدته، وأن أي انجرار وراء هذه المخططات لن يخدم سوى الاحتلال ومصالحه الاستعمارية.