عقب انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وجدت عائلته نفسها في مأزق لم تكن مستعدة له، وفي مقابلة حصرية مع BBC، كشف حافظ منذر الأسد، ابن عم بشار، أن العائلة كانت مغيبة تماماً عن هروب الرئيس السابق.
وقال حافظ: "بشار خدع العالم والعائلة بأكملها، مما وضعنا في موقف محرج"، وأوضح أن بشار فر دون إخطار أحد، حتى شقيقه ماهر، وترك أفراد العائلة في مواجهة المجهول.
رحلة الهروب الغامضة
وفقاً للتقارير، لجأ بشار إلى روسيا بعد فراره عبر قاعدة حميميم العسكرية، بينما استقل ماهر مروحية إلى العراق.
واعتبر حافظ أن بيان بشار الأخير حول سقوط النظام يحتوي على مغالطات كثيرة، مشيراً إلى أن الخروج كان مخططاً بنسبة كبيرة، دون أي دعم من بشار لبقية أفراد عائلته.
اتهامات وارتباطات مشبوهة
حافظ الأسد، المعروف بـ"حاكم اللاذقية"، ولد عام 1987، وكان من أبرز المستفيدين من حكم عائلة الأسد، ورغم تقارير تتهمه بالضلوع في تجارة الكبتاغون، نفى حافظ أي تورط مباشر، لكنه أقر بتفشي هذه التجارة تحت إشراف الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد.
كما كشف عن طلب يسار إبراهيم، المستشار الاقتصادي لبشار، منه تجنيد مسلحين في اللاذقية، لكنه فشل بسبب نقص التمويل، مما أدى إلى انهيار عدة مناطق رئيسية.
أكد حافظ أن السياسات القمعية للنظام، من جوع واستغلال ونهب، أفقدت الشعب ثقته بالنظام، قائلاً: "لو لم يحدث ذلك، لوقف 80% من الشعب معنا"، وأضاف أن بين عامي 2017 و2024، ازداد فرض الإتاوات ومصادرة الممتلكات، مما عمق الأزمة وأدى إلى سقوط النظام.
السجون والاتهامات الأخرى
رغم نفيه المتكرر أي معرفة بالسجون السرية أو المعتقلين، أقر حافظ بتوقيفه مرتين على يد النظام، قائلاً إن ذلك تم لتصفية حسابات داخلية، كما نفى تورطه في أي أعمال عنف أو ابتزاز، معتبراً أنه كان مجرد تاجر وممول تحت مظلة الدولة.
بينما تؤكد التقارير الميدانية وشهادات سكان اللاذقية والقرداحة تورط حافظ في أعمال عنف وترهيب، من اختطاف للتجنيد القسري إلى الاستيلاء على ممتلكات التجار، كما تحدثت شهادات عن اعتداءات ضد النساء، لكنها قوبلت بالتكتم الاجتماعي بسبب "حساسية قضايا الشرف".
ومع استمرار تضارب المعلومات حول دور حافظ الحقيقي وسقوط نظام الأسد، تظل الروايات المتداولة شهادة على انهيار نظام اتسم بالقمع والتلاعب، وسط محاولات بعض الشخصيات التنصل من ماضيها أو تبرير أفعالها.
اقرأ أيضًا:
