احتجاجات جديدة تضرب سوريا بسبب شجرة كريسماس.. ما مصير الأقليات بعد سقوط الأسد؟

الطائفة المسيحية بعد حرق شجرة كريسماس
الطائفة المسيحية بعد حرق شجرة كريسماس

شهدت الأحياء المسيحية في العاصمة السورية دمشق حالة من التوتر والاحتجاجات بعد حادثة إحراق شجرة كريسماس في بلدة السقيلبية، التي تقطنها أغلبية مسيحية بالقرب من مدينة حماة. 

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مجموعة من الأشخاص وهم يشعلون النار في الشجرة المعروضة في الساحة العامة، ما أثار غضب السكان المحليين وأدى إلى خروج مظاهرات.

حرق شجرة كريسماس

في مقطع الفيديو، ظهر أحد المسلحين، يعتقد أنه ينتمي إلى إحدى الفصائل المسلحة، واقفًا إلى جانب عدد من القساوسة المسيحيين، متعهداً بمحاسبة الفاعلين. 

ووجه هذا المسلح رسالة للمحتجين الذين تجمعوا بجانب الشجرة المحترقة، قائلاً: "غدًا ستعود الشجرة كما كانت"، وجاء هذا التعهد في وقت يتصاعد فيه القلق من تكرار مثل هذه الحوادث.

واتجهت المظاهرات التي أعقبت الحادثة نحو الكنائس، حيث طالب المحتجون بتوفير حماية أكبر للطائفة المسيحية في سوريا، وأعرب أحد المتظاهرين، شاب كاثوليكي يدعى جورج يبلغ من العمر 24 عامًا، عن مخاوفه من تكرار الاعتداءات في ظل الوضع الأمني المتردي، مؤكدًا أن المسيحيين يشعرون بعدم الأمان رغم وعود الحماية.

حماية الأقليات

وعلى الرغم من تأكيدات الفصائل المسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" بحماية الأقليات الدينية والطوائف المختلفة، إلا أن المسيحيين ما زالوا قلقين. 

وأعلن زعيم الهيئة، أحمد الشرع المعروف باسم "أبو محمد الجولاني"، الذي أعاد تشكيل جماعته لتصبح "هيئة تحرير الشام" في 2016، أن جماعته ستضمن حقوق الأقليات، لكن لم تصدر بعد خطوات عملية أو قرارات واضحة لحماية المسيحيين خلال موسم الأعياد.

وفي دمشق، أكد السكان المحليون أن هيئة تحرير الشام لم تفرض قيودًا على الاحتفالات والصلوات الخاصة بعيد الميلاد هذا العام، لكن، في ظل الفوضى الأمنية ووجود عناصر مسلحة قد تتصرف بشكل منفرد، يظل القلق يسيطر على أجواء الاحتفالات. 

سقوط نظام الأسد 

ويأتي هذا الوضع بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد قبل ثلاثة أسابيع فقط، في حملة قادتها الفصائل المسلحة، مما زاد من حالة عدم الاستقرار في البلاد.

وتاريخيًا، كان المسيحيون يعيشون في ظل حكم الأسد بحرية نسبية لممارسة شعائرهم الدينية، على الرغم من القيود المفروضة على حرية التعبير والنشاط السياسي كباقي السوريين.

إلا أن الظروف الحالية، مع سيطرة الفصائل المسلحة، زادت من مشاعر القلق والخوف، ليس فقط في سوريا، بل أيضًا بين المسيحيين في لبنان والأراضي الفلسطينية، الذين يحتفلون هذا العام بعيد الميلاد وسط حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل.

سي إن إن