شهدت العاصمة المحتلة القدس صباح الأربعاء، تصعيداً جديداً في احتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين المطالبين بالإفراج عن أبنائهم، وبعد أن كانت موجة التظاهرات خلال الشهر الماضي تتركز في منطقة "دان" بتل أبيب، انتقلت اليوم إلى قلب القدس لتتمركز حول منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شارع غزة، حيث أقام المحتجون خيمة اعتصام استعداداً لتحركات متواصلة، ومن المقرر أن تختتم هذه الموجة بمظاهرة مركزية ضخمة مساء السبت في ساحة باريس.
رسائل نارية في شوارع القدس
لم تخلوا المظاهرات من مشاهد العنف والرسائل التصعيدية، إذ أضرم المتظاهرون النار في حاويات القمامة المحيطة بمنزل نتنياهو، كما اشتعلت النيران في سيارة متوقفة بالقرب من المكان، ولم يكتفي المحتجون بذلك بل صعد بعضهم إلى سطح المكتبة الوطنية وتحصنوا هناك، في حين تحرك موكب احتجاجي كبير نحو وسط المدينة.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن هذه الخطوات التصعيدية تهدف إلى إرسال رسالة ضغط مباشرة لنتنياهو بضرورة وقف الحرب والتقدم نحو تسوية سياسية تفتح الباب أمام صفقة تبادل أسرى.
احتجاجات أمام منازل الوزراء
وفي خطوة موازية، توجهت عائلات الأسرى إلى منزل رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، حيث نظمت وقفة احتجاجية صباحية طالبت خلالها بوقف الخطط الحكومية التي تستهدف احتلال مدينة غزة.
وأكدت العائلات أن الأولوية يجب أن تكون للتفاوض على صفقة عاجلة تضمن إعادة الأسرى بدل الاستمرار في حرب لا نهاية واضحة لها.
ضغط متواصل ومظاهرات مفتوحة
وبحسب ما أعلنه المنظمون، سوف تبقى المظاهرات مستمرة على مدار اليوم في مختلف أنحاء القدس، على أن تتركز بشكل رئيسي في محيط منزل نتنياهو لزيادة الضغط عليه وإجباره على اتخاذ خطوات ملموسة فيما يتعلق بقضية الأسرى، وتعتبر هذه التحركات جزءاً من حملة شعبية متصاعدة باتت تؤرق الحكومة الإسرائيلية وتضعها في مواجهة مباشرة مع الشارع الغاضب.
الشرطة: انتهاكات للنظام العام
من جانبها، أصدرت الشرطة الإسرائيلية بياناً أكدت فيه أن عدداً من المشاركين في احتجاجات "غفعات رام" قاموا بتسلق سطح أحد المباني، معتبرة ذلك انتهاكاً للنظام العام وتعريضاً لحياتهم للخطر.
وأوضحت الشرطة أن هؤلاء المحتجين لم يستجيبوا لتعليمات عناصرها المنتشرة في المكان، في مؤشر على احتمال تزايد حدة المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن خلال الأيام القادمة.