أثيرت حالة من الفزع والرعب بين الجزائريين عقب حدوث ارتفاع مفاجئ في الأمواج وبروز ثغور على الشواطئ، الذين تخوفوا من احتمال وقوع موجات مد بحري "تسونامي" مدمرة ناجمة عن زلازل، هذا القلق دفع بعض سكان المناطق الساحلية إلى اتخاذ تدابير احتياطية لمواجهة أي كارثة محتملة.
أمواج عالية تثير رعب في الجزائر
وجاء ذلك بعد استمرار الأمواج بشكل مفاجئ إلى الطريق الرئيسية، في بلدية باب الوادي بالعاصمة الجزائر، متسببة في خسائر مادية بالممتلكات، وقد تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع فيديو توثق هذه الظاهرة.
بالتزامن مع ذلك، كشفت مشاهد أخرى في شاطئ سيدي فرج عن وجود ثغورًا بدت كأن الرمال "تتنفس"، مما أثار مزيدًا من الخوف والدهشة بين المواطنين.
اقرأ أيضًا:
- زلزال قوي يضرب ثانية جزر إيزو اليابانية وتحذير من تسونامي.. هل صدق سيناريو العالم الهولندي؟
- العلماء يحذرون من موجات تسونامي "قاتلة" تهدد الأرض.. وهذه أكثر الدول تضرراً
- موجات تسونامي تهدد 3 قارات حول العالم
ردود أفعال متباينة على الظاهرة
اختلفت تعليقات الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين من عبّر عن مخاوفه ومن قلل من خطورة الأمر، حيث كتب أحد المعلقين: "لم نشهد مثل هذا منذ 30 عامًا، قد تكون بداية لظاهرة طبيعية مدمرة"، بينما شدد آخر على ضرورة الحذر، معلقًا: "يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة، خصوصًا في المناطق الساحلية في العاصمة الجزائر، وأيضًل الولايات الأخرى".
على الجانب الآخر، انتقد البعض التهويل المرافق للظاهرة، لافتين إلى أنه "لا يمكن توقع الزلازل"، وأن "نشر الخوف والرعب لن يفيد".
تصريحات علمية حول الظاهرة
وفي هذا الإطار، أوضح رابح ميسوم، المهندس في الأرصاد الجوية، أن الظاهرة طبيعية ولا علاقة لها بالحديث عن احتمال تعرض الساحل الجزائري لـ "تسونامي"، مضيفًا أن "ارتفاع الأمواج الذي شهدته بعض البلديات الساحلية في العاصمة الجزائر، هو نتيجة لظاهرة طبيعية مرتبطة باتجاه الأمواج".
وأردف "ميسوم"، الذي عمل كمقدم للنشرة الجوية في التلفزيون العمومي لمدة 25 عامًا، أن الضغط الجوي المرتفع في المحيط الأطلسي يؤدي إلى تكوّن ارتباطات جوية تتحرك من أميركا نحو إفريقيا، وهذه الاضطرابات الجوية تتقاطع مع مرتفعات في أوروبا الشمالية قبل أن تهبط نحو أوروبا الشرقية (سيبيريا).
"لا علاقة له بتسونامي"
كما أشار "ميسوم"، إلى أن تلك الاضطرابات الجوية من المتوقع أن تنزل إلى أوروبا الوسطى، ما يحدث رياحا قوية ترافق الاضطرابات، التي تنزل بعدها نحو جنوب أوروبا مرفوقة برياح قوية على كل طبقات الغلاف الجوي من الدرجة صفر إلى 1500 أو 2000 متر علو، وهي الرياح التي تأتي بالسحب الممطرة، مصحوبة بهواء بارد قادم من سيبيريا، وتتشكل أمواج عالية قادمة من أوروبا نحو السواحل المغاربية ومنها الجزائر.
اختتم "ميسوم"، مشددًا على أن "ما حدث لا علاقة له بتسونامي مرتقب"، موضحًا أن تسونامي يتطلب زلزالًا في منطقة بحرية، وهو ما لم يحدث في هذه الحالة، وأضاف أن الظاهرة الحالية لا تستدعي الخوف، بل هي نتيجة طبيعية لتغيرات جوية عابرة.