كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم السبت، عن آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

وأفادت الصحيفة بأنه من المتوقع استئناف الاتصالات اليوم في قطر، حيث يجتمع وفد إسرائيلي مع الوسطاء. ومع ذلك، أكدت أن هذه الاتصالات لن تؤدي إلى أي اتفاق، إذ "لا يعتبر اتفاق تبادل الأسرى هدفًا إسرائيليًا في الوقت الراهن".

الوضع في غزة واستعدادات عسكرية جديدة

تحدثت الصحيفة عن وجود 100 أسير إسرائيلي في قطاع غزة، مشيرة إلى أن "أقل من نصفهم على قيد الحياة". وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يدرس تنفيذ عملية عسكرية جديدة شمال القطاع، في حال انهيار المفاوضات مجددًا، حيث تدفع القيادة الجنوبية بهذا الاتجاه.

وأشارت إلى وجود عناصر متشددة داخل الجيش الإسرائيلي تدعم توسيع العمليات، وتسعى لإعادة إقامة مستوطنات في القطاع ومنع أي انسحاب مستقبلي.

الانتقادات الداخلية والضغوط السياسية

ذكرت هآرتس أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش انتقد رئيس الأركان العامة هيرتسي هليفي بسبب رفض الأخير المصادقة على عمليات عسكرية مقترحة، مشيرًا إلى تسريبات غير رسمية بين الجيش والمستوى السياسي.

التحديات في قطاع غزة

رغم تدمير مخيم جباليا شمال القطاع بشكل كامل وتشريد السكان، أكدت الصحيفة أنه من الصعب الحديث عن هزيمة استراتيجية لحركة حماس. ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي يتفوق في المواجهات، لكنه لم يحقق نصرًا حاسمًا، مما يزيد من الدعوات لتوسيع العمليات العسكرية باتجاه مدينة غزة.

الوضع الإنساني والمخططات المستقبلية

أشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يناقش إقامة مراكز لوجستية في القطاع لتوزيع المساعدات الإنسانية، مع إنشاء "مجتمعات مغلقة" تحت السيطرة الإسرائيلية. كما يتم بحث إشراك جهات فلسطينية في إدارة الجنوب، بما في ذلك عناصر من حركة فتح والسلطة الفلسطينية.

تصريحات مثيرة حول "تشيرنوبل غزة"

في سياق آخر، ذكرت الصحيفة أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يخططون لتدمير شامل للبنية التحتية شمال وادي غزة، على غرار ما حدث في تشيرنوبل عام 1986، لضمان عدم عودة السكان إلا بعد تنفيذ تغييرات جذرية.

موقف نتنياهو والمجتمع الدولي

رغم دعوات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق وإنهاء الحرب، يفضل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحفاظ على الوضع الراهن لتجنب انهيار حكومته. كما أكدت الصحيفة أن هناك مخاوف من تداعيات دولية وأخلاقية خطيرة على خلفية السياسات الإسرائيلية في القطاع.