ساعات الأسد الأخيرة.. مسؤول في القصر الجمهوري يكشف توقيت مغادرته والخطاب الذي لم يبصر النور

بشار الأسد
بشار الأسد

كشف مدير المكتب السياسي والإعلامي السابق في الرئاسة السورية،  كامل صقر، عن تفاصيل مثيرة حول الساعات الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد قبل سقوط النظام في 8 ديسمبر، مسلطًا الضوء على الخطاب الرئاسي الذي لم يصل إلى مسامع الجمهور، وتوقيت مغادرته القصر.  

خطاب الأسد الذي لم يبصر النور

أفاد "صقر"، بأن الأسد كان يخطط لإلقاء خطاب متلفز قوي عقب سقوط حلب، وطلب من مكتبه الإعلامي إعداد نص مكوّن من حوالي 400 كلمة، يشمل اتهامات لتركيا بالاحتلال، وانتقادات للدول العربية لتخليها عن سوريا، علاوة على  تهديدات بتقسيم البلاد إذا استمر التدخل الخارجي. 

1.JPG
 

3 نقاط رئيسية

وأوضح "صقر"، أبرز ثلاث نقاط وردت في الخطاب الأخير الذي أعده الرئيس بشار الأسد بنفسه، لافتًا إلى الاستعدادات قد تمت لتسجيل الخطاب، حيث تم تجهيز المكان المعتاد الذي يستخدمه الأسد في خطاباته المتلفزة، وتحديدًا في قصر المهاجرين وليس القصر الرئاسي. 

وكان خطاب الأسد يتضمن ثلاث نقاط رئيسية: 

1. تقسيم الوطن: الفقرة الأولى ركزت على أن الأحداث والتطورات الميدانية أدت إلى ما وصفه بتقسيم البلاد. 

2. اتهامات لتركيا: الفقرة الثانية تضمنت اتهامات لتركيا بالاحتلال، مشيرًا إلى أنها بدأت بالسيطرة على مدينة حلب، وأنها لم تكن صادقة في تعاملها. 

3. انتقادات للموقف العربي: الفقرة الثالثة تناولت موقف الدول العربية، موضحًا أن الاجتماع الذي كان من المفترض عقده على مستوى وزراء الخارجية العرب، ثم خفض إلى مستوى المندوبين الدائمين، لم يعقد في النهاية، مشيرًا إلى أن الأجواء العربية كانت تتمحور حول مبادئ مثل وحدة سوريا وأمنها واستقلالها، بغض النظر عن وجود الأسد أو غيابه. 

أضاف "صقر"، اختتم الأسد خطابه برسالة إلى الشعب السوري، مفادها أنه إذا لم يتم حماية الوطن من الداخل، فلن يحميه أحد.  

ورغم التحضيرات التي بدأت يوم الخميس، تأجل الخطاب للجمعة ثم السبت، حتى يتم إلغاؤه في النهاية بسبب اشتداد المعارك حول حمص وريف دمشق.  

لغة شديدة التوتر

بشار الاسد.jpg
 

وأردف "صقر"، أنه عند اطلاعه على نص الكلمة، لاحظ أنها تحمل لغة شديدة التوتر وغير متناسبة مع حجم الأزمة الراهنة، وتتجاهل المطالب الواقعية كالانسحاب من الحكم أو عقد تسوية.

كما كشف "صقر"، عن محاولته إيصال رأيه للأسد بأن الخطاب لن يُحدث أي تغيير، مشيرًا إلى أن أحدًا لم يجرؤ على طرح فكرة التنحي بشكل مباشر.

واستطرد "صقر"، أن سقوط النظام بدأ واضحًا منذ صباح يوم السبت، 7 ديسمبر، أي قبل ساعات من سقوطه الفعلي.  

مغادرة القصر

أوضح "مدير المكتب السياسي"، أن أحد الموظفين المقربين أبلغه عند الساعة 02:15 فجراً بأن الرئيس قد غادر القصر، لافتًا إلى  أن الأسد كان برفقة وزير الدفاع، رئيس الأركان، الأمين العام للرئاسة، ومرافقه الشخصي، قائلًا: "لا أعلم يقينا ما إذا كان شقيقه ماهر على علم مسبق بذلك أو لا".

روسيا اليوم