نصح عدد من الباحثون والخبراء في دراسة تم نشرها بمجلة علمية، بأن تقوم حدائق الحيوانات بإعدام الحيوانات البالغة قبل أن تصل إلى مرحلة الشيخوخة، مع السماح لها بالتكاثر، بهدف السيطرة على نمو أعدادها وضمان بقاء الأنواع.
إعدام الحيوانات كبيرة السن
وبحسب ما جاء في المقال الذي نشرته المجلة العلمية الأميركية PNAS، أوضح المدير المشارك لعيادة الحيوانات في جامعة زيورخ، ماركوس كلاوس، والطبيب البيطري في حديقة كارلسروه، ماركو رولر، والطبيب البيطري في كوبنهاغن، مادس فروست بيرتيلسينس، والباحث أندرو جاي ابراهام، أن حدائق الحيوانات تستخدم وسائل منع الحمل للحد من أعداد الحيوانات.
كما أكد هؤلاء الخبراء، أن "الحل الأمثل هو اتباع نهج الطبيعة لإدارة أعداد الحيوانات: الموت"، من خلال "القتل المخطط والمقبول"، على الرغم من أنهم اعترفوا بأن هذا النهج قد يواجه معارضة من الجمهور، خاصة عندما يتعلق الأمر بـ "الثدييات المحبوبة".
ولفت المقال، الذي نشر في 30 ديسمبر، إلى أن "حدائق الحيوانات التي تفكر في استخدام القتل لضبط أعداد الحيوانات قد تواجه ردود فعل سلبية من الجمهور وتكبد خسائر مالية"، مؤكدين أن "هذه المعارضة غير مبررة".
وأردف "الباحثون"، أن وسائل منع الحمل تؤثر على قدرة الحيوانات الإنجابية، حيث تحرَم الحيوانات البالغة من إحدى غرائزها الأساسية إذا لم تنجب.
وأشار "الباحثون"، إلى أن الحيوانات، التي تكون أكبر سناً مقارنة بتلك الموجودة في البرية، تحتاج أيضًا إلى رعاية بيطرية متكررة، ففي البرية، يمكن أن تعيش الزرافة من 10 إلى 15 عامًا، بينما قد تعيش في الأسر ضعف هذه المدة.
وفي السياق ذاته، أوضح الباحثون أن زوار حدائق الحيوانات، الذين يصل عددهم إلى حوالي 700 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، لم يعودوا يدركون دور الموت في العملية الطبيعية، ويعتقدون أن جميع الحيوانات ستعيش حتى سن الشيخوخة. ونتيجة لذلك، فقد فقدت حدائق الحيوانات دورها التعليمي في ما يتعلق بتكاثر الأنواع.
كما تنبأت إحدى الدراسات انخفاضًا بنسبة 64% في أعداد 137 نوعًا في حدائق الحيوانات في أميركا الشمالية بحلول عام 2050، بسبب انخفاض معدلات التكاثر، ما يهدد دورها في الحفاظ على الأنواع.
والجدير بالذكر أن الدراسة توصلت إلى أن "الكثير من الأنواع ستواجه خطر الانقراض بسبب الأنشطة البشرية، ولذلك من الضروري أن تظل أعداد الحيوانات في حدائق الحيوانات قادرة على التكاثر"، وأكد الباحثون : "نحن لا نريد مجموعة من الحيوانات المسنّة وأطباء بيطريين يهتمون فقط بالرعاية التلطيفية".