هذا هو رأيي

بقلم ميسون كحيل

عدداً من الرفاق والزملاء سألوني عن رأيي في التطورات الأخيرة وأسباب عدم كتابة أي مقال في هذا الشأن سواءً على مستوى التطورات والصفقات وما يتردد عن اتفاق من أجل وقف النار في غزة أو الأحداث الجارية الآن في الضفة، وفي الحقيقة أن الغياب الذي أشاروا إليه كان متعمداً بسبب حالة الإحباط والإشمئزاز من الوضع الذي وصلنا إليه.

بخصوص أحداث جنين قررت عدم الخوض فيها لكي أبتعد عن مواجهة عدد آخر من الزملاء وغيرهم من المثقفين نظراً لمواقفهم وآرائهم القاتمة التي فقدت الرؤية الصحيحة التي تؤدي بمصلحة البلاد والعباد وكأن عشرات من المسلحين قادرون على القضاء على الجيش الإسرائيلي أو منعه من تدمير المخيم وقتل الناس دون أدنى اعتبار إلى ما تعرض له مئات الآلاف في قطاع غزة. أما بخصوص التطورات الأخيرة في الحرب على غزة وما يتردد عن إبرام صفقة لوقف إطلاق النار فإن العنوان الأولي لذلك قبل الخوض في أسرار المفاوضات المحتملة وقبول حماس بما تم تسريبه لها من شروط لوقف إطلاق النار فهو (انتصرت إسرائيل و تدمرت غزة وبقيت حماس!!!) نعم هذا هو العنوان لما يحدث وهذه النتائج أحزنت الغالبية من أهل غزة وهم الخاسرون من انتصار إسرائيل ودمار غزة وبقاء حماس التي تتحمل مسؤولية كل تلك الأحداث. يبقى أن نمرر ونذكر بعض الأسرار التي ساهمت في نجاح الصفقة بخلاف ما قبلها: أولاً، إقناع نتنياهو أن القوة العسكرية المتبقية لدى حماس ليست بالشكل المؤثر مع وعد باستكمال القضاء على ما تبقى. وثانياً، عدم خسارة حماس كقوة انقسام فلسطيني وتأثيرها على تشتت الموقف الفلسطيني الموحد وإضعاف مستمر للسلطة الفلسطينية الشرعية. ثالثاً، إلغاء أي مطالبات قانونية دولية ضد نتنياهو نفسه. ومن ناحية أخرى فقد تم إيصال رسالة إلى قيادات حماس أنه في حالة فشل هذه الصفقة فعليهم البحث عن مكان آخر يتوجهون إليه مع العلم أن غالبية الدول رفضت استقبالهم. كما تم إبلاغهم أنه سوف يتم إصدار قرارات قانونية للقبض على عدد من قيادة الحركة. ومنح الاحتلال القوة والسلاح لتدمير ما تبقى من حماس في غزة واحتلال أراضٍ منها وإقامة المعسكرات على أراضيها. إضافة إلى عدم اعتراض حماس بأي شكل من الأشكال على إبعاد عدد من الأسرى الفلسطينيين إلى الخارج.

كل العيون الآن تتجه نحو الصفقة وتنفيذها وإيقاف هذه الحرب القذرة لكن لا أحد يفكر بما ستؤول إليه الأمور بعد هذا الاتفاق وكيف سيعيش أهل غزة وكيف سيواجهون الصعاب من حياة ودراسة وعلاج واستيعاب ما فقدوه. أما ما لا يعرفه أهل القطاع هو استمرار تهميش السلطة وتمرير مخطط إضعافها المتعمد عربياً وإسرائيلياً وفلسطينياً من أجل القبول بما سيعرض مستقبلاً في حل قضية فلسطين بدون حل الدولتين وبإسناد قوى مدعمة ومدعومة، وهذا هو رأيي.

كاتم الصوت: على السلطة أن تعلن الحرب... الحرب السياسية على كل من يعمل على تهميشها وإضعافها بمجموعة مسلحين في الضفة. ولجنة إسناد في غزة.

كلام في سرك: وكأننا في النهاية سنلتحق بالسيد إبراهيم!!

رسالة: ما حدث ويحدث نتيجة الأخطاء المتكررة والمكررة منذ تغييب الخالد والتي تراكمت وتعددت دون مراجعة للنفس حتى وصلنا إلى أن الذي يُسوى والذي لا يُسوى قد تطاول. احتفظ بالأسماء.

البوابة 24