أثيرت موجة كبيرة من الغضب والجدل في ليبيا، عقب انتشار مقاطع فيديو مسربة من داخل سجن "قرنادة" العسكري، شرق ليبيا، تظهر عمليات تعذيب وحشية بحق المعتقلين، مما أثار صدمة كبيرة في الرأي العام، وأحرجت القيادة العامة للجيش الليبي التي تسيطر على المنطقة.
مشاهد تعذيب مروّعة من سجن بشرق ليبيا
وبحسب ما جاء في "المقاطع المتداولة"، والتي انتشرت بشكل واسع منذ أمس الإثنين، فإن هذا السجن يستخدم أسوأ أشكال التعذيب والانتهاكات الجسدية، حيث بدت المشاهد صادمة، والتي ظهر المعتقلون وهم يتعرضون للضرب المبرح والجلد باستخدام أنابيب بلاستيكية وعصي، على يد أفراد يرتدي بعضهم الزي العسكري، كما أُجبر المعتقلون على البقاء عراة ومكبلين في أوضاع قاسية لفترات طويلة.
وفي هذا الإطار، أكدت منظمة "رصد الجرائم" في ليبيا، على أن هذه الفيديوهات المتداولة صحيحة، لافتة إلى أن موقع التعذيب هو الطابق الأرضي من سجن قرنادة، المعروف بـ"عنبر إدارة السجن".
التعرف على الضحايا
وكشفت "المنظمة"، عن التعرف على هوية عدد من الضحايا الذين ظهروا في المقاطع، وهم من جنسيات ليبية ومصرية وسورية، علاوة على التعرف على أربعة من الجناة المشاركين في عمليات التعذيب، وهم ينتمون إلى إدارة الشرطة والسجون العسكرية.
هزت هذه التسريبات الرأي العام في ليبيا وأثارت غضباً واسعاً في المنظمات الحقوقية، مع مطالبات عاجلة بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الوحشية.
"جريمة يعاقب عليها القانون"
كما وصفت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، هذه الواقعة بأنها "جريمة يعاقب عليها القانون" و"مخالفة جسيمة لصلاحيات الأجهزة الأمنية"، مؤكدة أن هذه المقاطع تمثل إساءة خطيرة لاستعمال السلطة.
وناشدت "المنظمة"، في بيانها، مكتب النائب العام ومكتب المدعي العام العسكري، بضرورة إجراء تحقيق شامل حول التعذيب المبرح للمعتقلين، وإنزال أشد العقوبات بالمذنبين.
والجدير بالذكر أنه لا يوجد أي تعليق رسمي حتى الآن من القيادة العامة للجيش أو وزارة الداخلية في حكومة شرق ليبيا أو البرلمان، وتشير وسائل إعلام محلية، اليوم الثلاثاء، إلى أن الشرطة العسكرية أوقفت سبعة عناصر من سجن قرنادة ومن كتيبة "طارق بن زياد"، للتحقيق معهم على خلفية الفيديوهات المسربة.