أعلن خبراء البيئة والمناخ، حالة تأهب بعد الكشف عن خطر داهم و"قنبلة موقوتة" في القارة القطبية الجنوبية، من شأنها إعادة تشكيل القارة وزيادة مستويات سطح البحر بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، مما يهدد كوكب الأرض بأكمله.
100 بركان تحت الجليد
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فأن دراسة جديدة توصلت إلى أن أكثر من 100 بركان تحت الغطاء الجليدي في غرب القارة، وهي في طريقها للانفجار، وهي "عُرضة بشكل خاص للانهيار".
وحذر العلماء من أن تغير المناخ يتسبب في ذوبان الغطاء الجليدي، مما يؤدي إلى زيادة النشاط البركاني الذي يُسرع من ذوبان الجليد على السطح، مما يخلق "حلقة تغذية مرتدة إيجابية".
اقرأ أيضًا:
- لحظة بلحظة.. هذا ما سيحدث لو ضرب توهج شمسي لا تتحمله البشرية
- ظاهرة خطيرة من صنع الإنسان تهدد ثلث شواطئ العالم.. كيف نتعامل معها؟ (فيديو)
- زخات نيزكية وأكبر قرص شمسي.. أبرز الظواهر الفلكية خلال الأشهر الأولى في 2025
التغيرات المناخية والنشاط البركاني
كما أوضحت "الدراسة"، أن التغيرات المناخية أدت إلى تسارع ذوبان الغطاء الجليدي، مما تقل كمية الكتلة التي تضغط على السطح، ويتسبب ذلك في زيادة النشاط البركاني تحت السطح الأرض، وهذا النشاط يخلق حلقة تغذية مرتدة، حيث يؤدي ذوبان الجليد إلى تقليل الضغط على سطح الأرض، مما يسمح لغرف الصهارة بالتوسع.
ينتج عن ذلك ضغط أكبر على جدران الغرف البركانية وإطلاق الغازات المحبوسة، مما يسرّع الانفجارات البركانية.
تأثير ذوبان الجليد
والجدير بالإشارة أن الباحثون في الدراسة اعتمدوا على أكثر من 4000 محاكاة حاسوبية لدراسة الظاهرة، ووجدوا أن ذوبان الغطاء الجليدي يسرّع العمليات المؤدية إلى الانفجارات.
وبحسب أحد السيناريوهات، فأن طبقة جليدية بسمك 3280 قدمًا قد أزيلت على مدى 300 عام، ما أدى إلى زيادة كبيرة في النشاط البركاني.
كما أشارت النتائج، إلى أن بعض الغرف البركانية أطلقت حرارة كافية لإذابة أكثر من ثلاثة ملايين قدم مكعب من الجليد سنويًا.
وعلى الرغم من أن الانفجارات البركانية في القارة القطبية الجنوبية لن تؤثر مباشرة على البشر نظرًا لعدم وجود سكان فيها، إلا أن تأثيرها غير المباشر قد يكون كارثيًا، فقد يؤدي تسارع ذوبان الجليد إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار يصل إلى 190 قدمًا، ما قد يغمر مدنًا ساحلية كبرى مثل نيويورك وطوكيو وشنغهاي ويجعلها غير صالحة للسكن، بحسب ما تقول الدراسة.
هل السيناريو الكارثي وشيك؟
ولحسن الحظ، يعتقد العلماء أن السيناريو المروع لا يزال بعيداً، حيث تتنبأ الدراسة بانهيار شبه كامل للغطاء الجليدي في غرب القارة بحلول عام 2300، ما يمنح البشرية 275 عامًا للعمل على تقليل سرعة هذا الانهيار، إلا أن الباحثين يحذرون من أن النماذج الحالية لا تأخذ في الحسبان تأثير حلقة التغذية المرتدة بين ذوبان الجليد والنشاط البركاني، ما يعني أن الانهيار قد يحدث أسرع مما هو متوقع.
أكد الباحثون أن فهم استقرار الغطاء الجليدي في غرب القارة، الذي يعادل حجمه ضعف حجم ألاسكا، أمر بالغ الأهمية لتقدير ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل، وتم استخدام النماذج العلمية لاستكشاف كيفية تأثير فقدان الكتلة السطحية على تمدد غرف الصهارة، مما يؤدي إلى تغيير مسار الانفجارات البركانية.
تشير هذه الدراسة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم دور النشاط البركاني في تسريع ذوبان الغطاء الجليدي وتأثيره على مستوى سطح البحر عالميًا.