في اليوم الرابع لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، غادر رئيس الموساد دافدي برنياع ورئيس الشاباك رونين بار القاهرة الليلة الماضية، عقب اجتماعات مع قيادات المخابرات المصرية لمناقشة المرحلة الثانية من صفقة الأسرى.
انسحاب إسرائيل محور النقاش
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر مطلعة لـ"العربية.نت"، أن شهدت المحادثات بين الجانبين تركيزاً كبيراً على انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا، علاوة على إدارة وقف إطلاق النار في غزة.
وتابعت "المصادر"، أن المحادثات شهدت النقاشات تسوية القضايا الأمنية والإشرافية المتعلقة بمعبر رفح، ومع ذلك، تم تأجيل عدد من النقاط الخلافية التي لا تزال تواجه تعنتاً من الجانب الإسرائيلي ورفضاً من مصر.
تصريحات مثيرة للجدل
ومن جانبه، أفاد الخبير العسكري والمستشار في كلية القادة والأركان، اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، بأن تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن بقاء محور فيلادلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية يمثل عقبة كبيرة أمام الاتفاق.
وأشار "الخبير العسكري"، إلى أن مصر تركز الآن على ضمان نجاح المرحلة الأولى من الهدنة وإدارة ملف محور فيلادلفيا عبر لجنة متخصصة من الجهات المعنية.
اقرأ أيضًا:
مخالفة الاتفاقيات الدولية
وأكد "الخبير العسكري"، أن احتلال إسرائيل لمحور فيلادلفيا، وهو الشريط العازل بين مصر وقطاع غزة بطول 14.5 كيلومتر، في مايو 2024، يعتبر خرقاً للاتفاقية الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 2005، وكذلك للملحق الأمني لاتفاقية كامب ديفيد الموقعة عام 1979.
والجدير بالإشارة أن إسرائيل بررت هذا الإجراء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه ضرورة أمنية لمنع تهريب الأسلحة عبر الأنفاق تحت المحور، ومع ذلك، كما أكدت مصر على عدم صحة هذه المزاعم، مشددة على أنها أغلقت جميع الأنفاق بين مصر وغزة خلال الفترة من 2013 إلى 2019.
أنفاق مغلقة منذ سنوات
كما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، في أغسطس 2024، بأن الجيش الإسرائيلي اكتشف 8 فتحات لأنفاق شرق محور فيلادلفيا، كانت مغلقة ولم تُستخدم منذ أكثر من 7 سنوات، وفق الفحص الهندسي.
خلافات مستمرة
وفي سياق متصل، لفت "الخبير العسكري"، إلى أن تصريحات نتنياهو التي تزعم أن محور فيلادلفيا يمثل خطراً أمنيًا بسبب احتمال تهريب الأسرى إلى دول مثل اليمن أو إيران تفتقر إلى المصداقية، مشددًا على أن مصر لن تقبل بأي حل سوى بانسحاب إسرائيلي كامل من المحور.
والجدير بالذكر أنه مع استمرار المباحثات والمفاوضات، يبقى محور فيلادلفيا قضية محورية تستدعي حلولا مستدامة لضمان استقرار الهدنة وتحقيق العدالة للجانب الفلسطيني.
