لا يزال خبر اعتقال العميد عاطف نجيب، ابن خالة الرئيس السوري السابق بشار الأسد ورئيس فرع الأمن السياسي في محافظة درعا سابقًا، يثير تساؤلات واسعة بين السوريين.
وتبين أن نجيب، الذي اشتهر بلقب "مقتلع أظافر أطفال درعا"، كان يحاول الفرار من سوريا مع مجموعة من الضباط في الجيش السوري، إلا أن قوات الأمن العام في الإدارة الحالية تمكنت من إلقاء القبض عليه.
اقرأ أيضًا:
- إحداها لا تخطر على بال.. جرائم ومؤامرات بشار الأسد قبل أن يتولى الحكم
- "يشتري الخضار".. ما حقيقة ظهور بشار الأسد في أحد الأسواق الروسية؟ (صور)
عملية تعقب
كشف مدير الأمن العام في محافظة اللاذقية، مصطفى كنيفاتي، أن عملية تعقب نجيب استغرقت أكثر من عشرة أيام، حيث بدأت بعد رصد تحركاته، التي شملت انتقاله من دمشق إلى ريف جبلة بهدف التخفي، وأوضح أن عملية القبض تضمنت كمينًا نصب بالقرب من بلدة الحفة، أسفر عن توقيفه.
وكان كنيفاتي قد أعلن في وقت سابق أن عملية القبض على نجيب تمت في عملية نوعية، وأنه تورط في جرائم ضد الشعب السوري، وأن اعتقاله يأتي ضمن جهود السلطات السورية لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات ضد المواطنين وتعزيز الأمن، وأضاف أنه تم تحويل نجيب إلى الجهات المعنية لمحاكمته.
دور نجيب في قمع احتجاجات درعا 2011
برز اسم عاطف نجيب بشكل كبير في مارس 2011 أثناء الاحتجاجات في درعا، حيث كانت مجموعة من الأطفال قد كتبت على الجدران عبارة "جاء دورك يا دكتور"، في إشارة إلى سقوط بشار الأسد وسط الربيع العربي الذي شهدته العديد من الدول العربية في تلك الفترة.
وردًا على هذه الكتابات، أصدر نجيب أوامر باعتقال الأطفال وتعذيبهم للحصول على اعترافات حول من دفعهم للتظاهر، ومن بين هؤلاء الأطفال كان حمزة الخطيب، الذي توفي تحت التعذيب.
ورغم المناشدات من وجهاء وأهالي درعا للإفراج عن الأطفال لتهدئة الأوضاع، نقل عن نجيب قوله: "انسوا ولادكم وروحوا جيبوا غيرهم".
وعلى الرغم من مظاهرات الأهالي في درعا للمطالبة بإقالة نجيب، بشار الأسد رفض الاستجابة لذلك، واكتفى بتشكيل لجنة للتحقيق في القضية، والتي لم تثمر عن نتائج مهمة سوى إصدار قرار بمنع سفر نجيب.
التطورات الأخيرة بعد سقوط بشار الأسد
منذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024 وفراره إلى روسيا، استمرت القوات الأمنية الجديدة في اعتقال العديد من ضباط جيش النظام السابق.
ويؤكد المسؤولون أنهم ماضون في ملاحقة ومحاكمة المتورطين في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت ضد الشعب السوري طوال 14 عامًا من الحرب التي اندلعت بعد قمع النظام للاحتجاجات ضد حكمه.