إحداها لا تخطر على بال.. جرائم ومؤامرات بشار الأسد قبل أن يتولى الحكم

بشار الأسد
بشار الأسد

مع مرور الشهر الأول على هروب بشار الأسد إلى روسيا في الثامن من ديسمبر الماضي، وانهيار نظام عائلته الذي حكم سوريا لما يقارب ستة عقود، بدأت تتكشف تفاصيل صادمة عن أسوأ حقبة مرت على البلاد في تاريخها الحديث، وفقاً للمراقبين، تتوالى المعلومات يومًا بعد يوم لتسليط الضوء على الجرائم التي ارتكبتها عائلة الأسد، ولاسيما بشار الأسد، منذ ما قبل وصوله إلى الحكم.  

جرائم بشار الأسد قبل توليه الرئاسة 

رغم التركيز الإعلامي على جرائم بشار كرئيس للبلاد، لا يتحدث الكثيرين عن أفعاله قبل توليه السلطة.

كشف الدكتور مفلح الزعبي، نجل رئيس وزراء سوريا الأسبق محمود الزعبي، الذي أعلن النظام وفاته منتحرًا عام 2000، في مقابلة مع تلفزيون "سوريا"، عن دور بشار الأسد في تلك الحقبة، متهمًا إياه بارتكاب جرائم بحق والده وبحق أبيه حافظ الأسد، مشددًا على أن بشار الأسد، ارتكب العديد من الجرائم، من قبل أن يكون في سدة الحكم.

أول جرائمه كانت بحق أبيه 

وفجر "الزعبي"، مفاجأة حول أولى الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد، وكانت بحق أبيه حافظ الذي توفي عام 2000، مشيرًا إلى أن صحة حافظ الأسد شهدت تراجعًا بين عامي 1998 و1999 بسبب مرض عصبي وزهايمر، مما استدعى تناوله أدوية لتحسين توازنه النفسي، إلا أن "بشار" تدخل بشكل مباشر في مواعيد وطريقة إعطاء الأدوية لوالده، مما أسفر عن تدهور حالته الصحية بشكل أسرع.  

أضاف "الزغبي"، أنه سمع مكالمة هاتفية بين حافظ الأسد، وأبيه، عن غير قصد عندما قام برفع سماعة الهاتف في غرفة مجاورة، ظهر حافظ الأسد في حالة عقلية متدهورة، حيث لم يتمكن من التعرف على رئيس وزرائه محمود الزعبي، مما أكد معاناته من ضعف إدراكه لما يحدث حوله، حيث  فاجأه بسؤاله: "مَن أنت؟" فقال له الزعبي: "سيدي، أنا محمود، أنا رئيس وزرائك!" فردّ حافظ: "مَن محمود؟" وأضاف سؤالا آخر: "أنا لِم اتصلت بك؟ أنا أتحدث مع مَن؟".

اقرأ أيضًا:

رئيس الوزراء يتهم بشار الأسد بأدوية أبيه

وفي ظل استمرار تدهور الحالة الصحية والعقلية لحافظ الأسد، أوضح الدكتور مفلح أنه في تلك الفترة بدأت تتردد أنباء، بل إنه سمعها من والده رئيس الوزراء الأسبق، تفيد بأن بشار الأسد كان يتدخل بشكل مباشر في مواعيد وطريقة إعطاء الأدوية لوالده، لافتًا إلى أن تدخل بشار في هذا الشأن كان بهدف تعجيل تدهور الحالة الصحية لوالده.

كما شدد "مفلح الزعبي"، على أن بشار كان يسعى لاستغلال مرض والده لترسيخ سيطرته على السلطة في سوريا، خلال تلك الفترة، تدخل بشار في التعيينات الحكومية والصفقات النفطية، وواجه معارضة شديدة من رئيس الوزراء محمود الزعبي.  

بشار كان "يكذب حتى على أبيه"

أوضح "الزغبي"، أن اتهامه لبشار الأسد بالتدخل في مواعيد وطريقة إعطاء الأدوية لوالده، بهدف تعجيل تدهور حالته الصحية، لا يأتي بدافع الانتقام من الرئيس الهارب، وإنما لأنه شخص يلتزم بقول الحقيقة، مؤكدًا أنه انتظر 24 عاماً حتى تمكن من الحديث علناً عن تلك الوقائع عبر وسائل الإعلام.

وعلى الرغم من أن جريمة بشار الأسد بحق والده تعتبر الأخطر، وقبل أن يتولى منصب الرئاسة، إلا أن مفلح الزعبي أشار إلى ارتكابه جرائم أخرى، مثل التدخل في "صفقات النفط" لصالح مقربين منه، واصفًا "بشار" بأنه شخص يصعب التعامل معه، مضيفاً أنه كان "يهدد دائماً في غياب الإعلام"، ولم يتوانَ عن "الكذب حتى على أبيه".

1.JPG
 

صفقات النفط وتعيينات الوزراء

سلّط "الزعبي" الضوء على الأسباب الجوهرية للخلاف بين والده، رئيس الوزراء الأسبق، وبشار الأسد قبل توليه رئاسة البلاد، مشددًا على أن قضية "صفقات النفط" و"تعيينات الوزراء" كانوا السبب الرئيسي في تأزم العلاقة بينهما، مما أدى في النهاية إلى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، نافياً رواية انتحاره التي أوردها النظام.

وبحسب التفاصيل التي كشفها نجله، فإن عملية اغتيال رئيس الوزراء السوري الأسبق وقعت في منزله الكائن بمنطقة "دمّر" في ضواحي العاصمة دمشق.

التخطيط للتخلص من رئيس الوزراء

وأردف "الدكتور مفلح"، أن ضابطاً رفيع المستوى زارهم في منزلهم متنكراً، محذراً والده بضرورة مغادرة البلاد على وجه السرعة. وقال الضابط لرئيس الوزراء السوري الأسبق: "بشار الأسد يخطط للتخلص منك! أنصحك بالسفر فوراً ومغادرة سوريا"، ورغم التحذير، رفض الزعبي مغادرة البلاد.

ولفت "مفلح"، إلى أن بشار الأسد وجّه النظام بأكمله للانتقام من والده، حيث تم عزله من رئاسة الوزراء، وفصله من قيادة حزب البعث، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بلغ الانتقام ذروته عندما تم طرده من المنزل الذي منحه إياه حافظ الأسد قبل اغتياله.

شهر بين مقتل الزعبي ووفاة الأسد الأب

ويجدر الإشارة إلى أن إعلان نظام الأسد عن "انتحار" رئيس وزرائه في عام 2000 قوبل بتشكيك واسع من قبل غالبية السوريين، الذين رجحوا أن يكون قد قتل اغتيالاً، ويعزز هذا الاعتقاد مكانة الراحل محمود الزعبي، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 13 عاماً متواصلة، وكان يعد من أقوى الشخصيات في نظام حافظ الأسد التي أطاح بها بشار الأسد قبل تسلمه مقاليد الحكم.

ويذكر أن وفاة حافظ الأسد وقعت بعد شهر واحد فقط من مقتل محمود الزعبي، حيث لقي الأخير مصرعه في مايو 2000، بينما توفي حافظ الأسد في يونيو من العام نفسه.

العربية