كشفت شهادات الأسرى المحررين الذين تم الإفراج عنهم ضمن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حجم المعاناة والجرائم التي تعرضوا لها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث تحدثوا عن التعذيب الجسدي والنفسي، والإهمال الطبي، وظروف السجون القاسية.
الأوضاع داخل سجون الاحتلال
وصف أحمد حمدان أبوراس، الذي تم اعتقاله في 15 نوفمبر 2023 عبر الممر الآمن، الأوضاع داخل سجون الاحتلال بأنها "سيئة جدًا"، مشيرًا إلى تعرضهم للإهانة والضرب، مع قلة النوم والطعام، وأضاف أنه في البداية، كان الأسرى يرتدون الملابس الصيفية رغم برودة الطقس، ولم يحصلوا على الملابس الشتوية إلا في شهر يناير.
اقرأ أيضًا:
- الأسرى المحررون تعرضوا للضرب المبرح لعدة أيام على يد سجاني الاحتلال.. طالع التفاصيل
- طالع أسماء الأسرى المنوي الافراج عنهم غدا السبت
ونتيجة لهذا الإهمال، فقد وزنه بشكل كبير، حيث انخفض من 90 إلى 48 كيلو، بالإضافة إلى التهديدات المستمرة التي تلقاها، ومنها تهديدات بالقتل والاعتداء على عائلته.
إهمال طبي
أما الأسير المحرر رامز عاشور، الذي تم اعتقاله في 15 نوفمبر 2023 عبر الممر الآمن أيضًا، فقد وصف وضع الأسرى في السجون بالمأساوي، خاصةً مع الإهمال الطبي الذي عانى منه، وقال إن الكثير من الأسرى كانوا يعانون من الأمراض ولم يحصلوا على العلاج المناسب.
وفي شهادته، عبر أسير آخر تم تحريره بعد سنوات طويلة من الاعتقال عن فرحته الكبيرة بالتحرر، قائلًا: "الفرحة لا توصف"، مرددًا آيات من القرآن الكريم مثل "وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ"، وأعرب عن سعادته بعدما اطمأن على عائلته وأهل غزة.
الجوع البرد
أما الأسير المحرر إسماعيل الردايدة من بيت لحم، الذي تم اعتقاله في 19 يونيو 2001 حينما كان في العشرين من عمره، فقد أمضى في سجون الاحتلال ما يقارب من 24 عامًا، وعانى خلالها من فقدان والديه وأعزاءه، كما تعرض للمعاملة القاسية من قبل الاحتلال.
وقال إن اعتقاله كان بسبب انتمائه لفلسطين وحبه لشعبها وحريتها، وذكر أنه حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة مقاومة الاحتلال.
وأضاف الردايدة أنه في أثناء اعتقاله، تم حرمانه من أي وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي، حيث لم يكن لديهم أي معلومات عن الأوضاع في غزة أو في باقي المناطق الفلسطينية.
وأشار إلى أن الظروف في السجون كانت صعبة جدًا، حيث كانت السجون تفتقر إلى أبسط شروط الحياة، مثل الطعام والملابس الشتوية، وكان الأسرى يعانون من الجوع والبرد.
فرحة كبيرة
وتحدث الردايدة عن معاناته بسبب قسوة الاحتلال، الذي لم يُقدم له أي دعم إنساني أو حتى أدنى احتياجاته، وأشار إلى أنه رغم المعاناة الشديدة التي مر بها، فقد شعر بفرحة كبيرة عندما تم الإفراج عنه، وقال: "فضل غزة علينا وعلى رؤوسنا حتى يوم الدين"، وعبر عن شكره للشعب الفلسطيني في غزة الذي وقف إلى جانب الأسرى، كما أكد أن الشعب الفلسطيني يستحق أن يكون له دولة حرة وعاصمة، وأن يعيش بكرامة وبعنفوان.
وفي ختام شهادته، قال الردايدة: "غزة هي الحرية والكرامة والعنفوان التي لا تنجب إلا أطفالًا مجاهدين في سبيل الله، ونحن سنبني فلسطين الحرة وسنعيش فيها كما نشاء، وليس كما يريد الاحتلال أن نعيش عبيدًا في مستعمراته".