من العزاء إلى الكابوس.. الأسير نبهان يخرج من سجون الاحتلال بجسدٍ حي وذاكرةٍ معذّبة

غزة/ البوابة 24- رائد كحيل:

 

يعيش الأسير الفلسطيني المحرَّر عماد نبهان وضعًا صحيًا ونفسيًا بالغ الصعوبة، بعد الإفراج عنه مؤخرًا ضمن صفقة تبادل الأسرى المرتبطة بوقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، إذ يعاني من أزمات عصبية متكررة وفقدان ذاكرة مؤقت يُرجَّح أن سببها التعذيب الذي تعرّض له داخل سجون الاحتلال.

يقول والد الأسير المحرر إن العائلة تفاجأت بأن ابنها على قيد الحياة بعد عامين من انقطاع أخباره، موضحًا: "خرج وفرحنا ووزعنا الحلوى كباقي أهالي الأسرى، لكن أثناء الطريق أخبرني أحد زملائه أن عماد تأتيه نوبات من 3 إلى 4 مرات يوميًا. كان يتمتع بصحة جيدة قبل أن تعتقله قوات الاحتلال من مدرسة الرافعي، وتنقله إلى داخل إسرائيل حيث تعرّض للتعذيب الشديد".

ويتابع الوالد: "أحيانًا يسير عماد وفجأة يسقط أرضًا. وعندما كشفت عن ساقيه رأيت آثارًا واضحة تدل على تعرضه لصدمات كهربائية. كنّا نعتقد أنه استُشهد تحت التعذيب، حتى أننا أقمنا له مأتم عزاء، قبل أن نفاجأ بخبر الإفراج عنه ضمن صفقة التبادل الأخيرة".

3.JPG
 

ويضيف بحسرة أن فرحة العائلة لم تدم، إذ تحولت إلى صدمة بعد أن بدأت تظهر على ابنه أعراض عصبية ونفسية حادة، لافتًا إلى أن أحد الأسرى الذين رافقوه في السجن أكد له أن حالته ناجمة عن تعذيب بالصدمات الكهربائية واحتجاز داخل "تابوت مغلق" لفترات طويلة لزيادة الضغط النفسي عليه.

وأكد الأطباء الذين فحصوه أن التعذيب الكهربائي أضر بالخلايا العصبية وأحدث آثارًا نفسية عميقة، تحتاج إلى علاج طويل ومعقّد. ويختم والده بقلقٍ بالغ:"لا أستطيع التنبؤ بمستقبله، فآراء الأطباء متباينة حول فرص شفائه وقدرته على استعادة حياته الطبيعية والاعتناء بولديه".

وتوثّق مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان حالات مشابهة لحالة عماد، مؤكدة أن الاحتلال يمارس أساليب تعذيب ممنهجة تشمل الصدمات الكهربائية والعزل الانفرادي والحرمان من النوم، ما يؤدي إلى تلف عصبي واضطرابات نفسية دائمة.

في المقابل، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرًا أدانت فيه ممارسات التعذيب والإهمال الطبي بحق المعتقلين الفلسطينيين، معتبرة أن هذه الانتهاكات تمثّل خرقًا صريحًا لاتفاقية مناهضة التعذيب، ودعت إلى فتح تحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الممارسات.

1.JPG
 

البوابة 24