على الرغم من نفيها لصحة التصريحات المنسوبة إليها، أثارت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" لشمال شرقي سوريا، موجة من الغضب بين العديد من السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة.
التصريحات المثيرة للجدل
جاءت هذه التفاعلات عقب مقابلة أجرتها أحمد مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، حيث نقل عنها قولها إن حل الأزمة السورية والمنطقة عموماً يتطلب مشاركة إسرائيل، إلا أن المسؤولة الكردية أوضحت لاحقًا، عبر وكالة "هاوار" للأنباء، أن مقصدها كان التأكيد على الحاجة لحوار واسع يشمل جميع الأطراف، وإلا فإن الحروب ستظل مستمرة.
غضب عارم
وعلى الرغم من التوضيح الصادر عنها، إلا أن ردود الأفعال لم تهدأ ، إذ علّق عضو حزب الشعب الديمقراطي السوري، جورج صبرة، متسائلًا: "عندما تطلب قسد على لسان إلهام أحمد من إسرائيل التدخل في سوريا، ومن العالم عدم رفع العقوبات عنها، وعندما تقتل بمتفجراتها في منبج 14 امرأة وتصيب أخريات، فماذا يبقى من سوريتها كمشروع؟!".
وفي هذا الإطار، أعتبر الكاتب السوري رامي كوسا، أن مجرد الإيحاء بإمكانية حوار مكون سوري مع إسرائيل يعد "خيانة عظمى"، مشددًا على أن المفاوضات الوحيدة المقبولة مع إسرائيل هي تلك التي تقوم على مبدأ "الأرض مقابل السلام".
كما كتب الناشط السوري الدكتور سليم نمور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "مطالبة إلهام أحمد بتدخل إسرائيلي في سوريا، ورفضها رفع العقوبات، مع تفجير منبج... ماذا تركت قسد للخيانة والإرهاب بعد ذلك؟!".
محاولات لتوضيح الموقف
في المقابل، رأى مستشار الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، أن تصريحات "إلهام أحمد" ربما تعرضت للتحريف، منوهًا بأن "قسد" تعمل على التوصل إلى تفاهمات مع الحكومة السورية.
وأوضح "درار"، خلال مقابلة مع برنامج "خارج الصندوق" على قناة "العربية"، أن إلهام لم تطالب بتدخل إسرائيلي، بل أشارت إلى أن الحل في سوريا يجب أن يشمل جميع الأطراف، وأن التجارب السابقة أثبتت عدم جدوى استبعاد أي طرف.
كما لفت "درار"، إلى أن "الأساليب الماضية انتهت بتمدد إسرائيلي في المنطقة، فيما انهارت القوى الأخرى".
وفيما يتعلق بالتعاون مع إسرائيل، أكد "درار"، إن إلهام كانت تتحدث من منطلق تحليل سياسي، وليس تبنيًا لموقف معين، مشددًا على أن العلاقة مع دمشق إيجابية والمباحثات مستمرة، في ظل تعاطي الإدارة الجديدة مع القضايا بحكمة.
تدخل إسرائيل في المشهد السوري
والجدير بالإشارة أن "إلهام أحمد"، قد صرحت بأن أمن المناطق الحدودية في سوريا يستلزم مشاركة جميع الأطراف في الحل، معتبرة أن لإسرائيل دورًا محوريًا في ذلك، كما شددت على أهمية الحوار مع إسرائيل، لافتة إلى أن أزمة الشرق الأوسط لا يمكن حلها ديمقراطيًا دون مشاركة إسرائيل والشعب اليهودي.
إلا أن في ظل تصاعد الغضب ضدها، نفت "إلهام"، صحة التصريحات المنسوبة إليها بشأن طلب التدخل الإسرائيلي ورفضها رفع العقوبات، مؤكدة أنها أكاذيب لا أساس لها من الصحة.
كما دعت "إلهام"، السوريين إلى الاعتماد على مصادر موثوقة وعدم الانجرار وراء حملات التضليل الإعلامي.
والجدير بالذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد أفادت بأن أحمد أجرت مطلع يناير الماضي اتصالًا هاتفيًا مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إلا أن "قسد" لم تؤكد أو تنفي صحة هذا التقرير.