منذ حوالي شهرين، تكثف مصر من تحركاتها العسكرية بالقرب من حدودها مع إسرائيل، حيث دفعت بتعزيزات ضخمة تشمل دبابات ومدرعات وآليات ثقيلة، بالإضافة إلى قوات راجلة، وتركزت هذه الحشود بشكل خاص في منطقة سيناء، وهو ما أثار قلق إسرائيل ودفعها إلى المطالبة بتدخل أمريكي.
ووفقًا لمصادر عربية، فإن هذه التحركات جاءت ردًا على سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا الاستراتيجي، الذي يعتبر منطقة عازلة بين مصر وقطاع غزة.
ومحور فيلادلفيا، الذي يمتد من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم، كان جزءًا من اتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، والتي نصت على انسحاب القوات العسكرية من المنطقة، على أن يتم نشر قوات محدودة للقيام بدوريات أمنية.
اقرأ أيضًا:
- وسط جدل تصريحات ترامب.. اجتماع مصري-فلسطيني في القاهرة لبحث إدارة غزة
- شاهد: جرافات مصرية تدخل غزة.. ماذا يحدث في القطاع؟
لكن منذ مايو 2024، رفضت إسرائيل الانسحاب من هذه المنطقة، مما اعتبرته مصر انتهاكًا للاتفاقية، كما رفضت مصر خريطة قدمها الإسرائيليون في محادثات وقف إطلاق النار التي تتضمن نشر الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا.
خطة ترامب لتهجير سكان غزة
إضافة إلى ذلك، جاء الحشد المصري في سياق تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استضافة مصر للفلسطينيين المهجرين من غزة، وهو ما دفع مصر إلى تعزيز قواتها العسكرية بشكل أكبر، حيث تم نشر غواصات وسفن حربية في البحر الأبيض المتوسط قرب الحدود مع إسرائيل.
ونفذ الجيش المصري تدريبات ومناورات عسكرية في رسالة واضحة لإسرائيل مفادها أن مصر جاهزة للرد على أي محاولات لتهجير الفلسطينيين نحو أراضيها.
هذا التحرك العسكري المصري أثار قلق إسرائيل، حيث تساءل مندوبها في الأمم المتحدة عن دوافع مصر من وراء هذه التحركات، في وقت لا تواجه فيه تهديدات مباشرة على حدودها، وقد أظهرت وسائل الإعلام الإسرائيلية مخاوف من استثمار مصر ملايين الدولارات في تعزيز قدرات جيشها.
واعتبرت صحيفة "يسرائيل هيوم" هذه التحركات المصرية بمثابة رسالة غير مباشرة من مصر لإسرائيل، مشيرة إلى أن عشرات الدبابات على الحدود تحمل دلالات قوية.
استعدادات الأردن
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر مطلعة أن الأردن أيضًا يستعد لمواجهة عواقب تطبيق خطة ترامب الخاصة بتهجير الفلسطينيين، حيث أعربت عمان عن استعدادها للحرب إذا حاولت إسرائيل طرد الفلسطينيين إلى أراضيها.
وتزامنت هذه التهديدات مع تصريحات متكررة من ترامب حول استقدام الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وهو ما أثار غضبًا كبيرًا في عمان، إذ أكدت الأردن أنها ستغلق حدودها في حال بدأ اللاجئون الفلسطينيون بالعبور.