رد ناري على تلميحات إسرائيلية بضرب السد العالي لإغراق مصر.. طالع التفاصيل

السد العالي
السد العالي

نشرت وسائل إعلام عبرية، سيناريو مفترضًا حول إمكانية استهداف السد العالي في أسوان، مستخدمة تقنيات لمحاكاة التداعيات الكارثية التي قد تترتب على مثل هذا الهجوم.

تصور إسرائيلي لكارثة محتملة

ووفقًا لما ذكره موقع "نزيف" الإسرائيلي، المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن هناك تصورًا مفترضًا لكيفية تنفيذ هجوم صاروخي يستهدف السد العالي، مع التركيز على إحداث انهيار جزئي أو كامل يؤدي إلى تدفق كميات هائلة من المياه في مجرى نهر النيل، الأمر الذي قد يتسبب في دمار هائل يمتد من أسوان وصولًا إلى العاصمة المصرية القاهرة.

رد مصري حاسم

وفي هذا الإطار، رد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، المستشار في كلية القادة والأركان، على هذه المزاعم في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت"، مشددًا على أن ما تناوله الموقع الإسرائيلي حول احتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة للسد العالي، سواء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أو بدونها، ما هو إلا "تصريحات عبثية غير مسؤولة لا يُعتد بها ولا تستحق أي اهتمام".

وأردف "الخبير العسكري"، أن الموقع الإعلامي الإسرائيلي الذي نشر التقرير غير معروف وليس له تأثير إعلامي حقيقي، وحتى لو كان كذلك، فإن إسرائيل نفسها لن تفكر أبدًا في الإقدام على خطوة كهذه، إذ سيكون ذلك ضربًا من العبث السياسي الذي يتجاهل العواقب الوخيمة وغير المتوقعة لمثل هذا الفعل.

اقرأ أيضًا:

أغنية نالت شهرة عالمية

كما لفت الخبير العسكري المصري، إلى واقعة سابقة عام 2001 عندما صرح أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" آنذاك، بشكل غير مسؤول بأنه يمكن لإسرائيل ضرب السد العالي إن أرادت، إلا أن الصحافة الإسرائيلية الرسمية، مثل صحيفة "هآرتس" والقناة الثانية الإسرائيلية، سارعت بانتقاده وتعنيفه بشدة، واصفة تصريحاته بـ"المراهقة السياسية".

وأكد "الخبير العسكري"، أن الرد المصري في ذلك الوقت جاء متزنًا ويتناسب مع مستوى التصريح، حيث أطلقت أغنية مصرية حققت شهرة عالمية، حتى أن الرئيس الأميركي آنذاك، بيل كلينتون، تحدث عنها ضاحكًا خلال مقابلة مع قناة CNN.

وختم "الخبير العسكري"، حديثه قائلًا: "إذن، سيكون العقاب من جنس العمل".

كارثة محتملة وفق التصور الإسرائيلي

1.JPG
 

وبحسب ما جاء في السيناريو الذي نشره الموقع الإسرائيلي، فإن الساعات الثلاث الأولى بعد الهجوم ستكون حاسمة، حيث ستجتاح كميات هائلة من المياه منطقتي أسوان والأقصر، مما سينتج عنه دمار واسع للبنية التحتية، وإغراق المنشآت العسكرية والصناعية، علاوة على سقوط آلاف الضحايا في المناطق الريفية.

أما خلال الساعات الثلاث التالية، فستتقدم موجات الفيضان شمالًا نحو القاهرة، التي تضم أكثر من 20 مليون نسمة، ما سيؤدي إلى حالة طوارئ شاملة، وستنهار شبكة الكهرباء، كما ستتوقف وسائل النقل والاتصالات تمامًا، فيما سيحاول الجيش المصري إخلاء المناطق الغارقة وإنقاذ المدنيين في سباق مع الزمن.

ويجدر الإشارة إلى أن نجاح "التصور الافتراضي"، كما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية، سيؤدي إلى توقف المناطق الصناعية في القاهرة بالكامل، وانهيار المباني والأبراج، وفقدان السيطرة على وسط المدينة وسط حالة من الفوضى العارمة، كما سيبدأ السكان في النزوح الجماعي إلى المناطق الصحراوية المرتفعة، لكن أعدادًا كبيرة منهم قد لا تتمكن من النجاة.

3.JPG
 

تصور افتراضي وأرقام كارثية

وأشار الموقع الإسرائيلي، إلى أن عدد القتلى المتوقع من هذا السيناريو قد يصل إلى 1.7 مليون شخص في حال وجود تحذير مبكر وخطة فعالة لإدارة الأزمة، أما إذا كانت الاستجابة ضعيفة، فقد يرتفع العدد إلى 10.5 مليون قتيل، مما سيجعلها واحدة من أسوأ الكوارث البشرية في التاريخ الحديث.

ونوه "الموقع"، بأن مدى فداحة الكارثة سيعتمد على سرعة استجابة الحكومة المصرية وكفاءتها في التعامل مع الأزمة والحد من تداعياتها.

والجدير بالذكر أن التقرير تم وصفه بأنه "تصور افتراضي" يعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي، إلا أن تداوله أثار ردود فعل غاضبة، حيث اعتبره البعض رسالة تهديد ضمن سياق تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل على خلفية الحرب في غزة.

العربية