أشارت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إلى مدى قوة الرئيس الأميركي في إدارة البلاد، متسائلة عما إذا كان هو من يتخذ القرارات فعليًا أم أن من حوله هم من يوجهون سياساته ويتحكمون في توجهاته؟
من يتخذ قرارات ترامب؟
وبالرغم من التوقعات التي سادت قبل ثماني سنوات بأن منصب الرئاسة سيؤثر في ترامب ويغير أسلوبه، إلا أن الواقع جاء مختلفًا تمامًا؛ إذ تشير الصحيفة إلى أن ترامب هو من أحدث تغييرًا جذريًا في نمط الرئاسة.
تأثير ماسك
زعمت "الصحيفة"، أن ترامب لا يتخذ قراراته بشكل مستقل، بل يتأثر بشكل كبير بالمحيطين به، سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية، حيث تلعب مصالح شخصيات نافذة دورًا محوريًا في تشكيلها.
وأحد الأمثلة التي استشهدت بها الصحيفة هو رجل الأعمال إيلون ماسك، الذي لا يشغل أي منصب حكومي رسمي، ورغم ذلك له تأثير كبير في سياسات البيت الأبيض، بينما يظل ترامب في مكتبه يراقب التطورات.
كما لفتت "الصحيفة"، إلى أنه عندما طرح تساؤل حول مدى تأثير المصالح التجارية لماسك على قرارات ترامب، رد السكرتير الصحفي للبيت الأبيض بأن ماسك هو المسؤول عن تلك القرارات بنفسه.
تأثير بوتين وكوشنر
كما لفتت "الصحيفة"، إلى أن مواقف ترامب الأخيرة بشأن المساعدات الخارجية، وموقفه من الصراع الروسي الأوكراني، وكذلك قضية تهجير سكان غزة، تعكس نفوذ شخصيات أخرى مثل ماسك، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصهره جاريد كوشنر.
فعلى سبيل المثال، صدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما اقترح ترامب فكرة غير متوقعة حتى بالنسبة لحلفائه اليمينيين الأكثر تطرفًا، وهي تهجير نحو مليوني فلسطيني من قطاع غزة واستغلال الأراضي الساحلية هناك في مشاريع استثمارية عقارية، وهي فكرة يعتقد أنها جاءت من صهره كوشنر.
أما عن الأزمة الأوكرانية، فقد ظهر أن ترامب قدم لروسيا ما تطمح إليه حتى قبل بدء المفاوضات حول مستقبل أوكرانيا، حيث فرض شروطًا من بينها منع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو مطلب رئيسي طالما سعى إليه بوتين.
وأكدت "الصحيفة"، أن ترامب، الذي يسعى دائمًا ليظهر في صورة القائد القوي على غرار بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، يبدو في واقع الأمر أكثر تأثرًا وتأثرًا بمحيطه، مما يثير التساؤلات حول مدى استقلالية قراراته الرئاسية