تفجير الحافلات "الغامض".. هل يخطط نتنياهو لتصعيد غير مسبوق؟

نتنياهو-1704031139.jpg
نتنياهو-1704031139.jpg

شهدت الضفة الغربية سلسلة من التفجيرات استهدفت حافلات فارغة بمدينة بيت يام جنوب تل أبيب، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار أوامر بتكثيف الهجمات في الضفة.

تفجير الحافلات في إسرائيل

وعلى الرغم من عدم وقوع إصابات جراء التفجيرات، إلا أنها أثارت ردود فعل قوية داخل الأوساط الإسرائيلية، خصوصًا بعد إعلان جهاز الشاباك عن اعتقال ثلاثة إسرائيليين يشتبه في تسهيلهم تنفيذ هذه العمليات.

توظيف سياسي للأحداث في إسرائيل

وفي هذا الإطار، أشار الإعلامي المتخصص في الشؤون الفلسطينية، وائل محمود، إلى أن هذه التفجيرات جاءت لتخدم أجندة اليمين المتطرف الإسرائيلي، موضحًا: "الإعلام الإسرائيلي استغل الحادثة منذ الليلة الماضية، مسلطًا الضوء عليها لتبرير مزيد من التصعيد في الضفة الغربية".

2.JPG
 

وشدد "محمود"، على أن الحكومة الإسرائيلية تستفيد سياسيًا من هذه العمليات، مضيفًا: "المستفيد الأول هو نتنياهو واليمين المتطرف، إذ يسعى لتعزيز سلطته من خلال استغلال أي حدث أمني لتبرير مزيد من القمع".

تحليلات عسكرية.. تصعيد ممنهج لخدمة أجندة سياسية

من جهته، لفت الدكتور سيد غنيم، الأستاذ الزائر في أكاديمية الناتو ببروكسل، إلى أن الاحتلال يعتمد استراتيجية التصعيد كخيار سياسي وعسكري طويل الأمد.

وتابع "غنيم"، قائلًا: "نتنياهو يستخدم هذه التفجيرات كذريعة لمواصلة سياسات التصعيد العسكري، مستفيدًا منها داخليًا لتعزيز موقفه وسط الانقسامات داخل الجيش الإسرائيلي".

وأردف "غنيم"، أن هناك خلافات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حول جدوى استمرار الحرب في غزة والتصعيد في الضفة، مشيرًا إلى أن "هناك أصواتًا داخل جيش الاحتلال ترى أن هذا التصعيد غير مثمر عسكريًا، لكنه يخدم الأجندة السياسية لنتنياهو واليمين المتطرف".

1.JPG
 

اتهامات متبادلة واستراتيجيات انتخابية

والجدير بالإشارة أن الوزير الإسرائيلي السابق، شمعون شطريت، علق على الأحداث قائلًا: "كل عملية تخريبية ينفذها المتطرفون الفلسطينيون تساهم في تعزيز قوة اليمين الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن الأوضاع الأمنية غالبًا ما تصب في مصلحة الأحزاب المتشددة.

واستطرد "شطريت": "التاريخ أثبت أن أي خطوة سلمية، مثل اتفاقية أوسلو، كانت تواجه عمليات تخريبية من الجانب الفلسطيني، وهو ما ساعد اليمين في تصعيد خطابه وزيادة نفوذه".

كما نوه "شطريت"، بأن التصعيد الحالي قد يكون جزءًا من حملة سياسية تهدف إلى تعطيل أي جهود دبلوماسية، موضحًا: "كل محاولة للتهدئة تقابل بتصعيد مفاجئ، مما يثير الشكوك حول نوايا الحكومة في تحقيق الاستقرار".

الجيش الإسرائيلي يوسع نطاق عملية "السور الحديدي" في الضفة

في ظل هذه التطورات، وسّع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته العسكرية في الضفة الغربية، تزامنًا مع فرض قيود مشددة وحواجز إضافية.

ويعتقد "المحللون"، أن هذا التصعيد قد يتسبب في تصعيد الوضع الأمني وزيادة التوتر في المنطقة، خاصة في ظل استمرار الغموض بشأن الروايات الرسمية المتعلقة بتفجيرات الحافلات.

سكاي نيوز