أفادت مصادر فلسطينية مشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار، لصحيفة "الشرق الأوسط"، بأن هناك تقدم ملموس في الاتصالات الجارية بين الوسطاء والفصائل الفلسطينية بهدف حل أزمة تعليق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
تسليم جثتين إسرائيليتين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين
وأوضحت "المصادر"، التي تمثل فصائل فلسطينية مشاركة بشكل غير مباشر في المفاوضات، أن الساعات المقبلة قد تشهد اتفاقًا يؤدي إلى تسليم جثتي أسيرين إسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت المقبل.
وأردفت "المصادر"، أن المفاوضات الحالية تتضمن إمكانية زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم، إذ كان العدد المحدد مسبقًا يبلغ 602، إلا أن العدد قد يرتفع في مقابل تسليم الجثتين، في حال مضت المحادثات بشكل إيجابي.
ضغوط على حماس لتسليم الجثتين وتسريع تنفيذ الاتفاق
كما لفتت "المصادر"، إلى أن الوسطاء يضغطون على حركة حماس لتسليم الجثتين من دون مراسم خاصة، وذلك لتسريع عملية تنفيذ الاتفاق والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، مؤكدين أن فشل الاتصالات اليوم لا يعني انتهاء الاتفاق، إذ يمكن تنفيذ العملية في أي لحظة خلال اليومين المقبلين.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر إسرائيلي لموقع "واي نت" العبري، أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة للإفراج عن 602 أسير فلسطيني، بعد تعليق الإفراج عنهم منذ السبت الماضي، وذلك مقابل تسليم حماس جثامين أربعة مختطفين اليوم، وهو ما كان متفقًا عليه مسبقًا لتنفيذه خلال الأيام القليلة المقبلة.
في حال الاتفاق على ذلك، أوضح "المصدر الإسرائيلي"، أن تل أبيب طلبت التزامًا بعدم إجراء مراسم خلال تسليم الجثامين، على غرار ما حدث خلال تسليم جثامين أفراد عائلة بيباس وعوديد ليفشتس قبل أيام.
كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الاثنين، بأن إسرائيل تطالب بتسليم جثامين 4 محتجزين مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وأكدت "الصحيفة العبرية"، أن حركة حماس تتمسك بموقفها القاضي بضرورة إفراج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين الذين لم يتم إطلاق سراحهم يوم السبت الماضي، قبل تنفيذ أي خطوة تتعلق بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وذلك ضمن المرحلة الأخيرة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
من جهته، أوضح المصدر الإسرائيلي أن تأجيل إسرائيل لتنفيذ عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين جاء كرد فعل على ما وصفه بـ"طقوس الإذلال والمساس بالشرف الوطني"، مشددًا على أن الرد الإسرائيلي على مقتل عائلة بيباس سيكون قويًا ولن ينسى، مع التأكيد على أن التركيز الحالي ينصب على استعادة جثث الأسرى القتلى.
"انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار"
وفي المقابل، أكد المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، أمس، أن تأجيل إطلاق سراح الأسرى يشكل "انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار" الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.
وأوضح "قاسم"، أن حماس أبلغت الوسطاء بضرورة تنفيذ الإفراج عن الأسرى، معربًا عن أمله في أن يتم ذلك خلال الساعات القادمة.
كما شدد "قاسم"، على أن حماس على استعداد للتجاوب مع المقترحات التي يقدمها الوسطاء بخصوص عملية تسليم الأسرى، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الحركة ملتزمة بتنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
الدفعة الأخيرة
ويشار إلى أن مجموعة الإسرائيليين الستة الذين سلمتهم حماس، يوم السبت، هي الدفعة الأخيرة من المحتجزين الأحياء الذين تقرر إطلاق سراحهم بموجب المرحلة الأولى من الاتفاق الهش لوقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه منذ 19 يناير 2025.
والجدير بالذكر أنه لا يزال هناك 62 إسرائيليًا محتجزين داخل قطاع غزة، في الوقت الحالي، من بينهم 35 شخصًا أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتلهم.