نتنياهو يراهن على سياسة التجويع في غزة.. هل تنجح خطته في كسر حماس أم تنقلب ضده؟

رئيس-الوزراء-الإسرائيلي-بنيامين-نتنياهو.jpg
رئيس-الوزراء-الإسرائيلي-بنيامين-نتنياهو.jpg

يواجه سكان قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة السياسات الإسرائيلية القائمة على التجويع، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن وقف دخول كافة المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ويأتي هذا القرار في إطار محاولة للضغط على حركة حماس ودفعها للامتثال لشروط تل أبيب.

كما جاء هذا التصعيد بالتزامن مع تكثيف الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية التي استهدفت عدة مناطق في غزة، ما أعاد للأذهان مشاهد العنف الدموي التي شهدها القطاع في جولات سابقة من المواجهات.

خرق واضح لاتفاق غزة

وفي هذا الإطار، كشف إبراهيم المدهون، مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام "فيميد"، خلال مقابلة مع برنامج التاسعة على قناة "سكاي نيوز عربية"، أن "الإجراءات الإسرائيلية تمثل خرقًا واضحًا للاتفاقات القائمة، حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى استخدام المدنيين أداة للضغط والابتزاز بدلاً من البحث عن حلول سياسية عادلة".

وشدد "المدهون"، على أن هذه الممارسات الإسرائيلية ترتقي إلى مستوى "جرائم الحرب"، مناشدًا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ سكان غزة من الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال.

بين المساعدات الإنسانية والمساومات السياسية

وفي ظل الجهود الرامية إلى تحقيق هدنة خلال شهر رمضان، طرح الوسيط الأميركي مقترحًا لتمديد وقف إطلاق النار، حيث أبدت إسرائيل موافقتها عليه لكن بشروط صارمة، على رأسها الإفراج عن نصف الرهائن الإسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق، مع الاحتفاظ بحق استئناف العمليات العسكرية بعد 42 يومًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.

وفي المقابل، رفضت حركة حماس الخضوع للضغوط الإسرائيلية، مؤكدة أن "الاحتلال يحاول فرض خيارين، إما الموت جوعًا أو الموت بالقصف"، ووفقًا لإبراهيم المدهون، فإن الحركة أبدت قدرًا كبيرًا من المرونة، وصلت إلى حد استعدادها للانسحاب من إدارة القطاع، في محاولة لتجنب مزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني.

خيارات معقدة في ظل غياب الحلول الوسطى

يبدو أن إسرائيل تحاول حصر حركة حماس بين خيارين لا ثالث لهما: المواجهة العسكرية أو الرضوخ الكامل، وهو ما وصفه "المدهون" بأنه "طرح غير واقعي"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل جربت سياسة التجويع والحرمان على مدار عام ونصف، ورغم ذلك لم تنجح في كسر إرادة حماس".

وأردف "المدهون"، أن "الاستسلام وفق الشروط الإسرائيلية يعني الموت ببطء، بينما المقاومة وإن كانت محفوفة بالمخاطر، فإنها تظل خيارًا مشرفًا"، وفي ظل هذه التعقيدات، تتزايد الضغوط على الوسطاء الإقليميين والدوليين لإيجاد مخرج سياسي للأزمة، وسط مطالبات حماس للجامعة العربية بالتدخل لمنع فرض حلول تنتقص من الحقوق الفلسطينية.

المعادلة الجديدة.. ما بعد الحرب؟

وأكد "المدهون"، أن "إسرائيل فشلت في كسر إرادة المقاومة سواء بالحصار أو بالقوة العسكرية"، مشددًا على أن "حماس لن توافق على أي اتفاق يمس بثوابتها، خصوصًا فيما يتعلق بسلاحها ودورها في المشهد السياسي الفلسطيني".

وبينما يبقى قطاع غزة عالقًا بين معادلة القصف الإسرائيلي والصمود الفلسطيني، يظل السؤال؛ هل سينجح نتنياهو في تحقيق أهدافه عبر سياسة التجويع، أم أن إرادة الفلسطينيين ستعيد رسم ملامح الصراع من جديد؟

سكاي نيوز