كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نتائج تحقيقاته في أحداث 7 أكتوبر 2023، مسلطًا الضوء على سلسلة من الإخفاقات الأمنية والعسكرية التي أدت إلى نجاح مقاتلي حماس في تنفيذ عمليات واسعة في "كفار عزا" وقاعدة "ناحل عوز".
وأظهرت التحقيقات أن الجيش كان يعاني من نقص في القوات المسلحة داخل القواعد، إلى جانب غياب أي إنذار استخباراتي مسبق من قبل الشاباك والاستخبارات العسكرية. وأشارت التقارير إلى أن نحو 250 مقاتلًا من حماس دخلوا "كفار عزا"، مما أسفر عن مقتل 64 شخصًا وأسر 19 آخرين، واستمر القتال في المنطقة لمدة ثلاثة أيام وسط حالة من الفوضى وسوء التنسيق بين القوات.
أما في قاعدة "ناحل عوز"، الواقعة على بُعد 850 مترًا فقط من قطاع غزة، فقد أكدت التحقيقات أن القاعدة لم تكن مستعدة للهجوم، حيث تم إهمال التحصينات الدفاعية وطلب من الجنود عدم البقاء في حالة تأهب داخل دباباتهم. كما كانت المواقع الدفاعية المواجهة لحي الشجاعية فارغة تمامًا، مما سمح لمقاتلي حماس باختراق القاعدة بسهولة.
وأوضح التقرير أن الجيش لم يضع حدًا أدنى واضحًا لعدد القوات المطلوبة داخل القاعدة، كما أن غياب التنسيق والتخطيط الفعّال ساهم في سقوطها السريع بيد المهاجمين. وأشار التحقيق إلى أن الهجوم بدأ بمشاركة 65 مقاتلًا من القسام بين الساعة 6:30 و7:00 صباحًا، ثم تبعهم 50 مقاتلًا آخرين بحلول التاسعة صباحًا، ومع حلول العاشرة صباحًا، كانت القاعدة قد سقطت بالكامل بيد أكثر من 250 مقاتلًا.
وأكد التحقيق أن الإخفاقات التي كشفها تعكس أزمة عميقة في منظومة الجيش الإسرائيلي، مما يطرح تساؤلات حول مدى جاهزية الجيش لمواجهة هجمات مماثلة مستقبلًا. وعلق مراقب الحكومة، متنياهو إنغلمان، على التقرير، مؤكدًا أن مكتبه هو الجهة الوحيدة القادرة على التحقيق في هذه الإخفاقات على المستويات السياسية والعسكرية والمدنية كافة.
يأتي هذا بعد أيام من اعتراف الجيش الإسرائيلي بأن حماس نجحت في خداعه بصورة ممنهجة، حيث أسفر هجوم 7 أكتوبر عن مقتل 1320 إسرائيليًا وأسر 251 آخرين. وكشفت التحقيقات أن الجيش كان يتوقع اختراقًا محدودًا عبر أربع نقاط فقط ينفذه 70 مقاتلًا، لكن الواقع أظهر اختراقًا في 117 نقطة بمشاركة 5600 مقاتل.
وأشارت النتائج إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي فشل في الحفاظ على التفوق الجوي، بينما لم ينجح سلاح البحرية في تأمين الحدود، ولم تكن القوات البرية مهيأة لمواجهة الهجوم، مما جعل "ثمن 7 أكتوبر غير محتمل" وفق تعبير الجيش الإسرائيلي.