اتهمت مصادر في الإدارة الأمريكية، وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، الحكومة الإسرائيلية بمحاولة عرقلة المحادثات التي تجريها واشنطن مع حركة حماس بشأن ملف الرهائن.
وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن إسرائيل عارضت وجود قناة اتصال مباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، وهو ما دفع واشنطن إلى إنشاء مسار منفصل بعد تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق. كما كشف المسؤولون أن واشنطن لم تبلغ إسرائيل مسبقًا بالاجتماع المباشر مع حماس، خشية تدخلها لتعطيل المحادثات.
في السياق ذاته، أكد المسؤولون أن إسرائيل تخشى من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة دون أن تكون هي الجهة التي تنقل المعلومات إلى واشنطن، ما يعكس قلقها من فقدان السيطرة على مسار المفاوضات.
ويتكوف حماس لم تكن صريحة
من جهته، صرّح مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن، روجر ويتكوف، بأن إدارة ترامب تعتبر الوضع الحالي للرهائن غير مقبول، مشددًا على أن حماس لم تكن صريحة في تعاملها، وعليها اتخاذ قرارات مسؤولة.
وأضاف أن أي إجراء ضد حماس سيكون من قبل إسرائيل، لكنه سيحظى بدعم الإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن واشنطن تسعى إلى حل عبر الحوار، لكن البدائل لن تكون جيدة لحماس في حال فشل ذلك.
وتؤكد إدارة ترامب أن إطلاق سراح جميع الرهائن من غزة يمثل أولوية قصوى لها، في ظل تصاعد التوترات المحيطة بالمفاوضات الجارية.
مقترح أمريكي جديد
أفادت القناة 14 العبرية، نقلًا عن مصادر لشبكة "سكاي نيوز"، بأن الولايات المتحدة قدمت مقترحًا لحركة حماس يتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا.
وبحسب التقرير، يشمل العرض الأمريكي أيضًا فتح المعابر واستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في إطار الجهود المبذولة للوصول إلى تهدئة مؤقتة.
كشفت وكالة رويترز، نقلاً عن مصدرين مصريين، أن مبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أجرى مساء الأربعاء محادثات مع قيادات من حركة حماس، بحضور وسطاء من مصر وقطر، في خطوة تمثل تحولاً عن السياسة الأميركية التقليدية التي ترفض الحوار المباشر مع الحركة.
وأوضح المصدران أن المباحثات تناولت مستقبل إدارة قطاع غزة بعد الحرب والأسماء المطروحة لتولي إدارته. كما أشارا إلى أن النقاشات انتهت بإيجابية، ما يمهد للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وأكدت الولايات المتحدة، أمس، أنها أجرت اتصالات مباشرة وسرية مع حماس، بالتشاور مع إسرائيل. وعند سؤال المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، عن هذه المحادثات، أوضحت أن المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى، آدم بولر، يملك صلاحية التحدث مع أي طرف، مؤكدة أن الأمر جرى بالتنسيق مع إسرائيل، لكنها رفضت تقديم مزيد من التفاصيل، مشددة على أن "أرواح الأميركيين على المحك".
من جانبه، أقر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان مقتضب بأن تل أبيب شاركت في مشاورات مع واشنطن بشأن هذه المحادثات.
كما أكد مسؤول في حماس إجراء اتصالات مباشرة مع المبعوث الأميركي.
ووفقاً لموقع أكسيوس، فإن هذه اللقاءات جرت في الأسابيع الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة، وركزت على قضية الأسرى الأميركيين المحتجزين لدى حماس، حيث تأكد مقتل أربعة منهم، بينما يعتقد أن الخامس لا يزال حياً. كما تناولت المناقشات إمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن جميع الأسرى المتبقين.