اقترح المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، خطة جديدة بدعم من الرئيس دونالد ترامب، تتضمن إطلاق سراح ما بين ثلاثة إلى خمسة أسرى إسرائيليين أحياء، إلى جانب عدد مماثل من الجثث، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا. وخلال هذه الفترة، ستستمر المفاوضات لاستكمال صفقة أوسع، لكن تفاصيل إطلاق سراح الأسرى لم تحسم بعد.
من جانبها، قدمت إسرائيل اقتراحًا مضادًا يتضمن زيادة عدد الأسرى والجثث المفرج عنهم، بينما تصر واشنطن على أن المواطن الأمريكي إيدان ألكسندر، المحتجز في غزة، يجب أن يكون ضمن الصفقة. وبحسب مصادر إسرائيلية، هناك تقدم في المفاوضات مع حماس، مع احتمالية التوصل إلى اتفاق للإفراج عن مجموعة صغيرة من الأسرى.
الخطة الكبرى وتأثيرها على المفاوضات
وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن ويتكوف وترامب يفضلان الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من خطتهم الكبرى، والتي تتجاوز مجرد تبادل الأسرى، وتهدف إلى إعادة تشكيل النظام الإقليمي. ومن المتوقع أن يزور ترامب السعودية خلال الأسابيع المقبلة لتعزيز اتفاقيات التطبيع، مع إمكانية ضم دول عربية وإسلامية جديدة، مثل سوريا ولبنان وإندونيسيا وماليزيا.
إلا أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشكل عقبة أمام هذه المرحلة، حيث يخشى أن تؤدي أي خطوة نحو وقف دائم لإطلاق النار إلى هزة سياسية قد تفضي إلى انتخابات مبكرة، وهو ما قد يعرقل خطط التطبيع مع السعودية.
في ظل هذا الوضع، قد يكون الحل الأولي هو إطلاق سراح دفعة محدودة من الأسرى مقابل تمديد قصير لوقف إطلاق النار، دون ربط ذلك بالمرحلة الثانية من الخطة. ومع ذلك، يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية، خاصة من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يعارض أي هدنة دون إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.
إسرائيل في مأزق
لا تزال إسرائيل عالقة بين رفضها الانتقال إلى المرحلة الثانية، وعدم قدرتها على استئناف الحرب أو الانسحاب من ممر فيلادلفيا الحدودي. ومع استمرار الضغط الأمريكي، يُرجح أن نشهد خلال الأيام المقبلة اتفاقًا محدودًا يتضمن إطلاق سراح عدد قليل من الأسرى، كخطوة أولية نحو صفقة أوسع.
حاليًا، لا يزال 59 أسيرًا إسرائيليًا محتجزين في غزة، بينهم 24 يُعتقد أنهم على قيد الحياة. وفي محاولة للضغط على حماس، أوقفت إسرائيل المساعدات الإنسانية إلى غزة وقطعت إمدادات الكهرباء عن محطات تحلية المياه، بينما تواصل تنفيذ ضربات متفرقة ضد ما تعتبره انتهاكات لوقف إطلاق النار.