يزداد المشهد تعقيدًا في ملف الحرب على غزة، حيث تتباين الحسابات بين مختلف الأطراف، فقد أعلنت حركة حماس عن موافقتها على إطلاق سراح محتجز إسرائيلي أميركي، في حين تتهمها واشنطن بالمماطلة، وتأتي هذه التطورات وسط اتصالات مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية، ما يثير التساؤلات حول أهداف حماس فهل تسعى لاكتساب شرعية سياسية أم أنه مجرد تكتيك تفاوضي؟
اتهامات بالمماطلة وتحذيرات صريحة
وفي هذا الإطار، كشف المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن واشنطن قدمت مقترحًا جديدًا يهدف إلى تمديد وقف إطلاق النار لما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، في محاولة لتوفير مساحة زمنية للتفاوض على إطار أوسع لوقف إطلاق النار، غير أنه أكد أن حماس تقدم مطالب غير عملية في الجلسات الخاصة، متهمًا إياها بالمراهنة بشكل خاطئ على عامل الوقت.
اتفاق غزة.. حسابات حماس مع واشنطن والأجندة الإسرائيلية
ومن جهته، يرى الخبير الأمني اللواء عدنان الضميري أن المفاوضات تمر بمأزق حقيقي، حيث لا توجد مؤشرات واضحة على تحقيق أي تقدم، بينما صرّح الدبلوماسي السابق مائير كوهين بأن حماس رفضت كافة العروض المطروحة، بما في ذلك مقترحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
حماس بين القبول والاتهامات بالمماطلة
وعلى الرغم إعلان حماس قبولها المقترح الأميركي، الذي يتضمن الإفراج عن محتجز أميركي إسرائيلي وتسليم جثامين محتجزين آخرين، إلا أن واشنطن تتهمها بعدم الالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه، وأكد الضميري أن الحركة تدرك أن الوقت ليس في صالحها، بينما يرى كوهين أن حماس تحاول استغلال المفاوضات لخلق تباينات بين واشنطن وتل أبيب.
نتنياهو.. بين الحرب والتحقيقات
تواجه حكومة بنيامين نتنياهو ضغوطًا هائلة، حيث يطالب الشارع الإسرائيلي بإتمام صفقة تبادل المحتجزين، بينما يعتمد نتنياهو على استمرار الحرب للتملص من التحقيقات والمحاكمات، ويرى الضميري أن وقف الحرب يعني نهاية حكمه، بينما استمرارها يؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا، لافتًا إلى الخلافات الداخلية بين نتنياهو وجهاز الشاباك.
كما تحاول الإدارة الأميركية لعب دور الوسيط، حيث قدمت مقترحًا لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها تتهم حماس بالمماطلة، محذرة من رد أميركي محتمل في حال عدم الالتزام بالاتفاق، ووفقًا للضميري، فإن واشنطن لا تريد العودة للحرب، إلا أن نتنياهو غير قادر على إنهائها.
والجدير بالذكر أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من انقسامات حادة، إذ يؤيد أكثر من 70% من الإسرائيليين صفقة تبادل المحتجزين، في حين يعتمد نتنياهو على استمرار الحرب لإبقاء قبضته على الحكم.