على الرغم من المناشدات الدولية المتكررة والمساعي الحثيثة للوسطاء من أجل وقف إطلاق النار، تتمسك إسرائيل باستمرار العمليات العسكرية داخل قطاع غزة الذي يعاني حصارًا خانقًا.
السعودية تدين استئناف الحرب على غزة
في سياق متصل، أعرب مجلس الوزراء السعودي عن إدانته الشديدة لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، محذرًا من خطورة استمرار التصعيد العسكري وتبعاته على المدنيين الأبرياء.
تحذير إسرائيلي لحماس
وفي تطور لافت، وجه وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس تحذيرًا شديد اللهجة لحركة حماس، مؤكدًا أن "قواعد اللعبة تغيرت"، وذلك عقب سلسلة من الغارات العنيفة التي شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، وُصفت بأنها الأشد منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في يناير الماضي.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الجيش الإسرائيلية، فقد صرح "كاتس"، خلال زيارته لقاعدة تل نوف الجوية قائلاً: "إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن فورًا، فستفتح أبواب الجحيم، وستُواجه الحركة القوة الكاملة لجيشنا، في البر والبحر والجو، حتى يتم القضاء عليها بالكامل".
"العملية الإسرائيلية ستستمر"
من جهته، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي تحدث خلال اجتماع مع لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) في القدس أن العملية العسكرية الحالية ليست مجرد هجوم عابر، بل ستستمر على مدى الأيام القادمة، مشيرًا إلى أن قرار تنفيذ الضربات اتخذ قبل عدة أيام، مضيفًا أن الجانب الأميركي كان على علم بالعملية وقدم دعمه لها.
وفي السياق ذاته، أصدر الجيش الإسرائيلي، بيانًا صباح الثلاثاء، أكد فيه عزمه مواصلة التنسيق مع جهاز الشاباك لتنفيذ غارات إضافية على أهداف تابعة لكل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في أنحاء مختلفة من القطاع.
وأعلن "الجيش"، عن تعديل التعليمات الأمنية الموجهة لسكان المناطق المتاخمة لقطاع غزة، في ظل استمرار العمليات.
وبالتزامن مع ذلك، لفت مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى أن إسرائيل ستواصل العمل ضد حماس بقوة مضاعفة، مشددًا على أن الجيش تلقى تعليمات صريحة بضرب الأهداف المحددة بكل شدة.
كما ذكر "المكتب"، بأن نتنياهو دعا إلى عقد جلسة مشاورات أمنية ضمّت وزير الدفاع وقادة الأجهزة الأمنية لبحث آخر المستجدات في غزة.
حماس تندد: أميركا شريكة
وفي المقابل، أدلت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، بتصريح أمام مجلس الأمن، حملت فيه حماس كامل المسؤولية عن استئناف العمليات العسكرية، وأكدت أن الولايات المتحدة تدعم خطوات إسرائيل في هذا الشأن.
والجدير بالإشارة أن تصريح "شيا"، جاء في أعقاب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل أكثر من 400 شخص نتيجة الغارات الإسرائيلية الأخيرة، مما وضع حدًا لحالة الهدوء النسبي التي سادت خلال الأسابيع الماضية، بعد فشل الجهود الرامية إلى إقرار وقف دائم لإطلاق النار.
في هذا الإطار، اتهمت حركة حماس إسرائيل بالسعي لفرض اتفاق استسلام من خلال تصعيدها العسكري في غزة، وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري، إن ما تقوم به إسرائيل من مجازر بحق غزة يهدف إلى فرض اتفاق استسلام، محملاً في الوقت ذاته الولايات المتحدة مسؤولية التواطؤ مع هذا التصعيد، واصفًا إياها بـ"الشريك في التصعيد".
واستطرد "أبو زهري"، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أن إسرائيل تعمل على إفشال اتفاق وقف إطلاق النار، وتسعى لصياغة اتفاق استسلام بدماء الفلسطينيين.
القاهرة تتحرك
وفي ظل التطورات المتسارعة، كشفت مصادر مطلعة، اليوم الثلاثاء، عن تحرك السلطات المصرية، حيث فتحت قنوات تواصل مع مسؤولين في حركة حماس بهدف ترتيب اجتماع عاجل لبحث المستجدات الأخيرة.
كما أوضحت "المصادر"، أن التحركات المصرية تأتي بالتوازي مع اتصالات مكثفة مع الأطراف الوسيطة لاحتواء التصعيد الإسرائيلي الحالي، مشددة على أن الجانب الإسرائيلي أبلغ الوسطاء بشكل واضح رفضه وقف إطلاق النار في المرحلة الراهنة.