كشفت صحيفة هآرتس، أن إسرائيل لا تزال تفتح المجال أمام اتفاق مؤقت يهدف إلى إطلاق سراح الرهائن، لكن مع تصاعد الضغوط السياسية الداخلية الداعمة لتوسيع العمليات العسكرية، يزداد احتمال تنفيذ تصعيد عسكري واسع في قطاع غزة.
اقرأ أيضًا:
- ويتكوف يتحدث عن وجود مؤشرات قوية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار قريبًا
- أول إطلاق صواريخ من لبنان منذ الهدنة.. والجيش الإسرائيلي يتوعد
مخطط احتلال غزة
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع خططًا طموحة لفرض حكم عسكري في غزة، أو على الأقل في أجزاء كبيرة منها، من خلال استغلال العملية العسكرية المسماة "زامير".
ولا تواجه هذه الخطة أي معارضة جوهرية من كبار مسؤولي جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، حيث تهدف إلى نقل مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع إلى الجيش الإسرائيلي بدلًا من المؤسسات الدولية.
لكن هذه الاستراتيجية لاقت رفضًا سابقًا من قبل رئيس أركان الجيش الأسبق، هرتزل هاليفي، الذي حذر بشدة من أن وضع الجنود في مواقع لتوزيع المساعدات قد يعرضهم للخطر، خاصة في ظل تزايد التوترات داخل القطاع.
وحاليًا، تسعى إسرائيل لإخفاء نواياها الحقيقية فيما يتعلق باحتلال غزة، حيث تبقي الأمور غامضة لحين اتضاح مسار المفاوضات، والتي لا تزال غير مؤكدة، ومع ذلك، هناك تحضيرات مستمرة لتنفيذ عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة الإسرائيلية الكاملة على غزة.
اليمين المتطرف والتهجير القسري
في الوقت ذاته، تضغط الفصائل اليمينية المتطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية لإعادة المستوطنات إلى غزة، والترويج لتهجير الفلسطينيين من القطاع، تحت مسمى "الهجرة الطوعية".
ويحظى هذا المخطط بدعم مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يرى في إعادة ترتيب الأوضاع في غزة جزءًا من استراتيجيته للشرق الأوسط.
وبحسب تقارير إسرائيلية، يعمل الضابط الإسرائيلي الرفيع، عوفر وينتر، على إنشاء إدارة عسكرية تتولى تنظيم عملية التهجير وإدارتها، ضمن مخطط يهدف إلى تقليل الوجود الفلسطيني في القطاع.
ةتشير استطلاعات أمنية داخل قطاع غزة إلى أن ما يقرب من 25% من السكان قد يوافقون على الهجرة، ولكن لا يزال من غير الواضح أي الدول ستكون على استعداد لاستقبال هؤلاء الفلسطينيين.
تغيير قواعد اللعبة
وفي هذا السياق، كتب الصحفي أميت سيغال، المقرب من الدائرة السياسية لنتنياهو، في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يطمح إلى إحداث "تغيير جذري لقواعد اللعبة" في غزة، بدعم كامل من ترامب.
وأشار سيغال إلى أن ترامب أعاد التفكير في دعمه للحرب الإسرائيلية بعد لقائه بعدد من الرهائن المحررين، حيث تأثر بشهاداتهم واقتنع بضرورة القضاء على حركة حماس أولًا قبل إتمام أي صفقات للإفراج عن بقية الرهائن.
وخلال هذا اللقاء، سأل ترامب مرات عديدة إن كان هناك مدنيون في غزة ساعدوا الرهائن أو قدموا لهم الدعم الإنساني، وكان الجواب بالنفي.