شددت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، اليوم الإثنين، على أن فشل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تسبب بخسائر بشرية جسيمة.
ووفقًا لما ذكرته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أسفر استئناف الحرب على غزة منذ فجر الثلاثاء حتى مساء الأحد، عن استشهاد 675 فلسطينيا وإصابة 1233 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء.
انهيار اتفاق غزة تسبب بخسائر فادحة
وقالت كالاس خلال مؤتمر صحفي جمعها بوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في القدس الغربية: "للأسف الشديد، تأتي زيارتي في لحظة عصيبة للغاية، حيث أدى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار إلى وقوع خسائر فادحة في الأرواح".
والجدير بالإشارة أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، قد انتهت بحلول 1 مارس الماضي، في وقت تنصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق.
ويهدف "نتنياهو"، إلى تحرير مزيد من الأسرى الإسرائيليين من غزة دون الوفاء بالتزاماته ضمن المرحلة الثانية، وعلى رأسها إنهاء حرب الإبادة والانسحاب الكامل من القطاع، بينما تمسكت "حماس" بضرورة البدء في تلك المرحلة.
استئناف المفاوضات
وفي سياق متصل، أكدت "كالاس"، أن "الطريق الوحيد لإنهاء معاناة جميع الأطراف يكمن في استئناف المفاوضات"، مضيفة: "العنف لا يجلب إلا المزيد من العنف".
كما استطردت "كالاس"، قائلة: "لكننا الآن نشهد تصعيدا خطيرا يخلق حالة من عدم اليقين لا تطاق للرهائن وعائلاتهم، ويتسبب بالرعب والموت للشعب الفلسطيني".
خطوات ضرورية لوقف إطلاق النار
وأوضحت "كالاس"، أن الخطوات الضرورية تتمثل في "إعادة تفعيل وقف إطلاق النار، وضمان إطلاق سراح الرهائن، علاوة على استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، تمهيدا للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وأشارت "كالاس"، إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد للقيام بدور فاعل، سواء من خلال "إعادة تفعيل بعثة مراقبة الاتحاد الأوروبي على معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، أو عبر تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية".
ترحيب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة
وتابعت "كالاس"، قائلة: "نرحب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة، وقد ناقشتها بالأمس مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي واللجنة العربية الإسلامية الوزارية، ونرى فيها أساسا جيدا للتقدم بشأن مستقبل إدارة غزة".
أما فيما يتعلق بمستقبل غزة، قالت "كالاس": "لا نرى أي دور لحماس في إدارة القطاع مستقبلا، وندعو إلى حوار جاد حول كيفية تشكيل حكومة لغزة، والاتحاد الأوروبي على استعداد للمشاركة في هذه المناقشات".
تصعيد مقلق في الضفة الغربية
ونوهت "كالاس"، إلى أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة كان أيضا محور نقاشها مع الجانب الإسرائيلي، قائلة: "أثرت مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن التصعيد الحاصل هناك".
شروط إسرائيل لإنهاء الحرب
من جهته، وضع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر شروط حكومته لإنهاء عدوانها على قطاع غزة، قائلًا: "الحرب يمكن أن تنتهي غدا بإطلاق سراح رهائننا، وتجريد غزة من السلاح، وانسحاب مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي".
كما أدعى "ساعر"، أن الحرب "ليست أيديولوجية"، مضيفا: "إذا كان بالإمكان تحقيق أهدافنا بالوسائل الدبلوماسية فسنكون سعداء، لكن إن تعذر ذلك، فلا خيار أمامنا سوى مواصلة العمليات العسكرية".