فضيحة أتلانتيك.. تسريب معلومات عسكرية أميركية ومصر ضمن المحادثات السرية

مصر
مصر

تم كشف النقاب عن حادثة تسريب غير مسبوقة داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث تم تداول معلومات عسكرية حساسة في مجموعة تراسل مشفرة على تطبيق "سيغنال"، ضمت عن طريق الخطأ صحفيًا بارزًا، وهو ما أدى إلى فضيحة كبرى طالت مسؤولين بارزين في الإدارة.

وبحسب البيت الأبيض، فقد تضمنت هذه المحادثات تفاصيل عن الضربات العسكرية الأميركية ضد الحوثيين في اليمن، التي بدأت في 15 مارس، ردًا على الهجمات التي استهدفت السفن في البحر الأحمر وتأثيرها على مصر وأوروبا.

اقرأ أيضًا:

كشف المحادثة السرية

الصحفي الذي وقع عليه الاختيار عن طريق الخطأ هو جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتيك"، والذي كشف في تقرير له أنه دعي بشكل غير متوقع يوم 13 مارس للانضمام إلى مجموعة تراسل مشفرة تحمل اسم "مجموعة الحوثيين الصغيرة".

وفي هذه المحادثة، كلف مستشار الأمن القومي مايك والتس، نائبه أليكس وونغ بتشكيل فريق من الخبراء لوضع خطة للتحرك العسكري الأميركي ضد الحوثيين، وكانت المناقشات داخل المجموعة تدور حول استراتيجية الضربات الجوية، والتنسيق مع الحلفاء، وتأثير هذه العمليات على الأمن الإقليمي.

دور مصر في المحادثة السرية

أحد المشاركين في المجموعة، الذي عرف نفسه بالأحرف الأولى "إس إم"، ذكر اسم مصر أثناء المناقشات، وقال: "الولايات المتحدة يجب أن توضح لمصر وأوروبا ما تتوقعه مقابل تنفيذ هذه الضربات ضد الحوثيين".

ويبدو أن الإشارة إلى مصر جاءت في سياق تأثير هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في البحر الأحمر وما نتج عنها من خسائر اقتصادية كبيرة لمصر بسبب تراجع حركة العبور في قناة السويس، كما كان الأوروبيون من بين أكثر المتضررين جراء تعطل الشحن البحري في المنطقة.

تسريب خطط الحرب

الأمر الأكثر خطورة في هذا التسريب أن وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، قام قبل ساعات قليلة من بدء الضربات العسكرية بنشر تفاصيل عملياتية عن الخطة العسكرية داخل مجموعة التراسل، بما في ذلك:

  • المواقع المستهدفة في اليمن
  • نوعية الأسلحة التي سيتم استخدامها
  • التسلسل الزمني للهجوم

كما ضمت المجموعة مسؤولين بارزين في إدارة ترامب، بينهم:

  • جي دي فانس (نائب الرئيس)
  • ماركو روبيو (وزير الخارجية)
  • جون راتكليف (مدير وكالة الاستخبارات المركزية "CIA")
  • تولسي جابارد (مديرة الاستخبارات الوطنية)
  • سكوت بيسنت (وزير الخزانة)
  • سوزي وايلز (كبيرة موظفي البيت الأبيض)
  • جو كينت (مرشح ترامب لمنصب مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، رغم أنه لم يحصل على موافقة مجلس الشيوخ بعد).

رد فعل ترامب

عند سؤاله عن الواقعة، نفى دونالد ترامب معرفته بأي تفاصيل عن المحادثة المسربة، وقال للصحفيين في البيت الأبيض: "لا أعرف أي شيء عن ذلك، أنا لست من كبار المعجبين بمجلة (ذي أتلانتيك)"، لكن مسؤولًا في البيت الأبيض أكد لاحقًا أنه تم فتح تحقيق في الحادثة وتم تقديم إحاطة رسمية لترامب بشأنها.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، برايان هيوز، في بيان رسمي: "نحن نراجع كيفية إضافة رقم غير مقصود إلى مجموعة التراسل، المحادثة التي نشرت صحيحة، وتظهر وجود تنسيق سياسي كبير بين كبار المسؤولين، لكن نجاح العملية العسكرية ضد الحوثيين يؤكد أن أمننا القومي لم يكن مهددًا".

نفي أميركي

من جانبه، نفى وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث بشدة أن يكون قد نشر أي خطط عسكرية داخل مجموعة التراسل، وقال خلال زيارته إلى هاواي: "لم يتم إرسال أي خطط حرب عبر الرسائل النصية، هذا كل ما يمكنني قوله حول هذا الموضوع".

لكن الصحفي جيفري غولدبرغ رد عليه مباشرة في مقابلة مع "سي إن إن"، قائلاً: "لا. هذا كذب. كان يكتب خطط الحرب في الرسائل بكل وضوح".

سكاي نيوز