إسرائيل و"التهجير الطوعي".. خدعة جديدة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لطالما كان تهجير الفلسطينيين من أرضهم طموحًا يراود الأوساط الإسرائيلية، واستراتيجية تتجدد عبر العقود، إلا أن هذا السيناريو عاد إلى الواجهة مجددًا تحت غطاء "المغادرة الطوعية"، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تحاول تمرير التهجير القسري لسكان غزة بغطاء إنساني مصطنع، فكيف تنظر الدول الإقليمية، وعلى رأسها مصر والأردن، إلى هذه المخططات؟

إدارة المغادرة الطوعية

في تحول لافت في السياسات، كشفت إسرائيل عن إنشاء هيئة متخصصة لتسهيل "المغادرة الطوعية" للفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك بموافقة مجلس الوزراء الأمني المصغر.

وعلى الرغم من أن هذا الإجراء يبدو وكأنه يمنح سكان القطاع حرية الاختيار، إلا أنه يثير الشكوك حول مدى كونه طوعيًا فعلًا أم أنه مجرد ستار لعملية تهجير قسري تحت وطأة الضغوط العسكرية والاقتصادية.

وكشفت صحيفة "جيروسالم بوست" أن هناك تنسيقًا مشتركًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل للبحث عن دول مستعدة لاستقبال الفلسطينيين من غزة، وهو ما يعكس وجود تحرك إقليمي ودولي لإنجاح هذه السياسة.

تمسك إسرائيلي بمخطط تهجير سكان القطاع

وفي هذا الإطار، أكد أستاذ العلوم السياسية خالد شنيكات، خلال مداخلة مع برنامج "التاسعة" على قناة "سكاي نيوز عربية"، أن هذه السياسة ما هي إلا وسيلة جديدة لتفريغ غزة من سكانها، لافتًا إلى أن الموقفين الأردني والمصري متطابقان في رفض هذا المخطط.

واكد "شنيكات"، أن "الأردن ومصر يرفضان تمامًا التهجير، لأن هذا السيناريو قد يشعل حربًا جديدة ويؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها".

وأردف "شنيكات": "إسرائيل تستخدم أدوات متعددة لتحقيق أهدافها، فمن جهة تمارس ضغوطًا عسكرية مكثفة على القطاع، ومن جهة أخرى تعيق وصول المساعدات الإنسانية، مما يجعل الحياة في غزة شبه مستحيلة".

جدار صد أمام التهجير

منذ بدء الحرب على غزة، شددت مصر على موقفها الرافض لأي محاولة لتغيير التركيبة السكانية للقطاع عبر التهجير.

كما أكدت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، أن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي مخططات لإعادة توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم.

أما الأردن، فقد جاء موقفه واضحًا وحازمًا، حيث أكد العاهل الأردني أن "أي محاولة لتهجير الفلسطينيين ستُعتبر إعلان حرب"، وهو ما يتماشى مع التحذيرات التي أطلقها شنيكات من أن تهجير الفلسطينيين من غزة قد يمهد الطريق لموجات تهجير أخرى في الضفة الغربية، مما قد يؤدي إلى تغيير جذري في التوازن الإقليمي.

تهجير تحت القصف

ولفتت المعطيات إلى أن إسرائيل لا تكتفي بمحاولة تنفيذ مخطط التهجير عن طريق الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية، ولكنها تمارس أيضًا ضغوطًا عسكرية مكثفة على القطاع، حيث شددت الحصار إلى مستوى غير مسبوق، إلى جانبها إنها منعت دخول المساعدات الإنسانية، فيما تستمر في استخدام القوة المفرطة لدفع السكان إلى مغادرة غزة.

وفي السياق ذاته، استطرد "شنيكات"، قائلًا: "منع وصول المساعدات، وفرض حصار خانق، إلى جانب التصعيد العسكري المنهجي، كلها أدوات إسرائيلية تهدف إلى دفع الفلسطينيين إلى خيار وحيد: الهروب من جحيم الحرب".

ما البدائل أمام الفلسطينيين؟

ويظل السؤال الجوهري: كيف يمكن للفلسطينيين التصدي لهذا السيناريو؟

كشف "شنيكات"، أن التمسك بالأرض يجب أن يكون الأولوية القصوى، مطالبًا تدخل عربي ودولي فاعل لمنع فرض التهجير كأمر واقع، مشددًا على أن "السبيل الوحيد لمواجهة هذه المخططات هو تصعيد الضغوط السياسية على المستويين العربي والدولي، عن طريق الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمنظمات الحقوقية، لمنع تنفيذ هذا المخطط".

سكاي نيوز