محاكم ثورية.. كيف ردت حماس،على اغتيال قياداتها بعد استئناف الحرب؟

حماس
حماس

منذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة في 18 مارس (آذار)، تعرضت حركة "حماس" لسلسلة من الضربات الموجعة، كان أبرزها استهداف عدد من قادتها من مختلف المستويات التنظيمية.

وكشفت مصادر من داخل "حماس"، طلبت عدم ذكر اسمها، أن الحركة أقامت "محاكم ثورية" لمحاكمة أشخاص متهمين بالتعاون مع إسرائيل، خاصة في المناطق التي شهدت اغتيالات لقادتها وقادة فصائل أخرى. 

ووفقًا للمصادر، تم تنفيذ أحكام إعدام بحق بعض المتهمين بالتجسس بينما لا يزال آخرون قيد التحقيق، ولم تكشف المصادر عن العدد الدقيق لمن تم إعدامهم، لكنها أكدت أن الحركة تكثف إجراءاتها الأمنية في ظل تصاعد عمليات الاستهداف الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا:

تصاعد عمليات الاغتيال

واصلت إسرائيل شن غاراتها المكثفة، مستهدفة أسماء بارزة داخل "حماس"، حيث كان آخر من طالتهم الضربات الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، الذي اغتيل بقصف جوي أثناء وجوده داخل مركز إيواء في منطقة جباليا.

كما استهدفت إسرائيل أشرف الغرباوي، أحد القادة البارزين في جهاز استخبارات "كتائب القسام"، بغارة دمرت شقته في منطقة أرض الشنطي شمال غزة، إلى جانب أحمد الكيالي، المسؤول عن تنسيق عمل جهاز استخبارات القسام وجهاز الأمن الداخلي التابع لحماس، الذي استشهد إثر استهداف شقته في حي النصر.

ولم تقتصر الاغتيالات على القيادات الأمنية، فقد استهدفت الضربات الإسرائيلية أيضًا خمسة من أعضاء المكتب السياسي لحماس، وهم محمد الجماصي، وياسر حرب، وعصام الدعاليس، الذين استشهدوا في الليلة الأولى لاستئناف القتال، بالإضافة إلى صلاح البردويل وإسماعيل برهوم، اللذين اغتيلا لاحقًا. 

كما استهدف أحمد شمالي، نائب قائد لواء غزة في "كتائب القسام"، وأسامة طبش، أحد قادة الاستخبارات العسكرية في الكتائب، إلى جانب جميل الوادية، قائد كتيبة الشجاعية، وشخصيات حكومية أخرى.

قدرة إسرائيل على اختراق أمن حماس

أثارت قدرة إسرائيل على استهداف هذا العدد الكبير من قادة "حماس" تساؤلات حول كيفية تحديثها لمعلوماتها الاستخباراتية بهذه السرعة، وتشير مصادر ميدانية إلى أن تل أبيب استغلت فترة وقف إطلاق النار، التي استمرت 58 يومًا، لتعزيز قدراتها الاستخباراتية ورصد أهداف جديدة.

وبحسب المصادر، اعتمدت إسرائيل على تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل الأصوات والتنصت على المكالمات في نطاقات محددة، لمقارنة الأصوات وتحليل تحركات القادة، كما قامت بإسقاط طائرات مسيرة صغيرة مزودة بأجهزة تجسس إلى جانب زرع أجهزة مراقبة وكاميرات تجسس خلال عمليات التوغل البري في القطاع.

استغلال العروض العسكرية

وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل استغلت العروض العسكرية التي نظمتها "حماس" خلال عمليات تبادل الأسرى لتحديد هوية المقاومين وقادتهم، حيث لاحقت مركبات استخدمتها الفصائل الفلسطينية في تلك العروض واستهدفتها بكثافة خلال الأيام الأخيرة.

وقدرت مصادر إسرائيلية أن أكثر من 100 مركبة شاركت في العروض العسكرية لحماس، وربما كان بعضها قد شارك أيضًا في هجمات 7 أكتوبر 2023، وأكدت مصادر في "حماس" أن إسرائيل استهدفت عددًا من القادة الميدانيين الذين ظهروا خلال عمليات تسليم الأسرى ومن بينهم جميل الوادية، قائد كتيبة الشجاعية.

انعدام الخيارات الأمنية 

رغم التحذيرات الأمنية المشددة التي أصدرتها "حماس" خلال فترة وقف إطلاق النار، لم تتمكن من تفادي الضربات الإسرائيلية، وذلك بسبب الوضع الصعب الذي تعيشه قياداتها في غزة.

وأوضحت المصادر أن القيادات لم يعد لديها أماكن آمنة للاختباء، حيث استهدف بعضهم داخل خيام في مناطق النزوح، في حين قتل آخرون مع عائلاتهم في منازلهم أو أثناء تواجدهم في شقق مستأجرة لتجنب الاستهداف.

كما أشارت المصادر إلى أن الفصائل الفلسطينية فقدت أجزاء كبيرة من شبكة أنفاقها، التي كانت تستخدم كمراكز قيادة وتحكم، مما أثر بشكل كبير على قدرتها على إدارة العمليات العسكرية وتوفير الحماية لقياداتها.

وكالة أنباء الشرق الأوسط