أكدت حركة "حماس" في بيان رسمي صدر فجر الأحد اغتيال محمد السنوار القائد العسكري البارز في جناحها المسلح "كتائب القسام" وذلك بعد فترة من الجدل والتكهنات حول مصيره خاصة في ظل التصريحات الإسرائيلية المتكررة التي تحدثت عن استهدافه.
ويعد هذا الإعلان هو الأول من نوعه من جانب الحركة، إذ اعتمدت طوال الأشهر الماضية على سياسة الغموض وعدم تأكيد أو نفي الرواية الإسرائيلية بشأن قادتها المستهدفين.
نشر قائمة بأبرز القادة المستهدفين
ولأول مرة، نشرت "حماس" عبر قناتها الرسمية على تطبيق "تيلغرام" قائمة تضم أسماء كبار قادتها الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب الدائرة في غزة، وجاء اسم محمد السنوار في صدارة القائمة إلى جانب شقيقه يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة، والذي قتل في وقت سابق خلال اشتباك عنيف مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي القطاع.
لم تقتصر هذه القائمة على الأخوين السنوار فحسب، بل شملت أيضًا شخصيات بارزة أخرى مثل إسماعيل هنية، قائد المكتب السياسي للحركة في الخارج، ومحمد الضيف القائد التاريخي لـ"كتائب القسام"، إضافة إلى مروان عيسى، باسم عيسى، رافع سلامة، ورائد ثابت.
صعود السنوار الأصغر
بعد اغتيال شقيقه الأكبر يحيى السنوار، برز محمد السنوار المعروف بلقب "السنوار الصغير" ليعتلي المنصب الأعلى داخل "المجلس العسكري لكتائب القسام".
عكس هذا الانتقال المفاجئ طبيعة الصراع الداخلي والخارجي الذي يعيشه التنظيم، حيث جاء محمد السنوار ليتولى قيادة الصف العسكري في لحظة فارقة تزامنت مع تصعيد العمليات الميدانية وتكثيف المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
توثيق مصور لقيادات الحركة
إلى جانب الإعلان الرسمي، بثت الحركة مقطع فيديو مصحوبًا بمجموعة من الصور التي تظهر لأول مرة وتوثق لقطات جماعية لعدد من القادة السياسيين والعسكريين الذين قضوا على أيدي إسرائيل في فترات مختلفة.
وبدا هذا الفيديو بمثابة أرشيف مرئي هدفه إبراز حجم الخسائر التي تكبدتها "حماس" في صفوف قادتها، وفي الوقت نفسه تكريس صورة "التضحيات" أمام أنصارها والرأي العام الفلسطيني.
من الضيف إلى السنوار
محمد السنوار لم يكن مجرد قائد ميداني، بل تولى موقعًا حساسًا في قيادة هيئة أركان "كتائب القسام" بعد اغتيال سلفه محمد خالد المصري المعروف بلقب "محمد الضيف"، والذي ظل على رأس الجهاز العسكري لعقود طويلة قبل أن يلقى مصرعه في قصف استهدف منزلاً في منطقة مواصي خان يونس، وأسفر أيضًا عن مقتل رافع سلامة أحد أبرز مساعديه.
بهذا الانتقال، حاولت "حماس" ترميم بنيتها العسكرية التي تلقت ضربات موجعة، والإبقاء على تماسكها في مواجهة الضغوط الإسرائيلية المتصاعدة.
استهدافات إسرائيلية متكررة
وكانت إسرائيل قد أعلنت في مايو الماضي استهداف محمد السنوار خلال اجتماع سري، قالت إنه جرى في نفق أسفل المستشفى الأوروبي جنوب القطاع، وأسفر هذا الهجوم عن تدمير أجزاء واسعة من المستشفى، ما أثار موجة انتقادات دولية بسبب استخدام المنشآت الطبية كذريعة في العمليات العسكرية.
ورغم أن حماس لم تعلن وقتها تفاصيل دقيقة، فإن الإعلان الحالي يعزز الرواية الإسرائيلية التي أكدت أن الاجتماع كان يضم قيادات بارزة في الصف الأول للحركة.
اتهامات إسرائيلية
تتهم إسرائيل محمد السنوار بالضلوع المباشر في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر 2023، إلى جانب محمد الضيف وآخرين من قادة الصف الأول، وبحسب الاتهامات الإسرائيلية، لعب السنوار دورًا محوريًا في رسم الخطط العملياتية وتوجيه الهجمات المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي خلال الحرب المستمرة في غزة، ليصبح أحد أبرز المطلوبين لدى تل أبيب.