يمر عيد فطر جديد على غزة في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تستمر الغارات الإسرائيلية التي حصدت أرواح الآلاف خلال الأيام الأخيرة، مخلفةً دمارًا واسعًا وأحزانًا لا تنتهي.
وبينما تبذل جهود جديدة لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار، يدخل الغزاويون عيد الفطر هذا العام وسط أمل ضعيف في أن تضع الحرب أوزارها بعد أن تسببت في مقتل أكثر من 50 ألف شخص حتى الآن.
اقرأ أيضًا:
- ما هي رسالة الرئيس عباس لأبناء شعبنا في العيد؟
- مع حلول أول أيام عيد الفطر .. الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم ال63 على التوالي
مشهد مؤلم
في مشهد مؤلم، تجمع السكان لأداء صلاة العيد وسط أنقاض المساجد التي دمرها القصف، مستحضرين ذكريات أهاليهم الذين فقدوهم، بينما لا يزال كثير منهم عاجزين عن دفن أحبائهم بسبب العدد الكبير للجثث المدفونة تحت الركام وصعوبة انتشالها.
ومع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات، عانت العائلات من نقص حاد في الموارد، ما دفع الأمهات لمحاولة إدخال بعض الفرحة على أطفالهن رغم الظروف القاسية، من خلال تحضير مخبوزات بسيطة باستخدام أفران تعمل بالحطب في ظل انعدام الوقود التقليدي.
وعلى الرغم من بقاء بعض الأسواق مفتوحة، إلا أن حركة البيع كانت ضعيفة للغاية، فالسلع شحيحة، وغالبية السكان إما فقدوا مصادر دخلهم أو اضطروا للنزوح مرارًا، مما جعل قدرتهم الشرائية شبه معدومة.
قصف إسرائيلي
وفي الوقت نفسه، شهدت ليلة العيد موجة جديدة من القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل 10 فلسطينيين على الأقل في مناطق متفرقة من القطاع، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي عن توسيع عملياته البرية في مدينة رفح الواقعة جنوب غزة، بالقرب من الحدود المصرية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، يوم الجمعة، أن حصيلة الضحايا منذ استئناف إسرائيل غاراتها قبل أقل من أسبوعين بلغت 921 قتيلًا.
أريد حذاء.. طلبات بسيطة لطفلة فلسطينية للعيد تثير تعاطفا واسعا على مواقع التواصل #سوشال_سكاي#غزة#إسرائيل#حماس pic.twitter.com/IfIvdEUpuP
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) March 29, 2025
مساعي دولية لإنهاء النزاع
وفي ظل استمرار القتال منذ أكتوبر 2023، يعمل الوسطاء الدوليون على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولو بشكل مؤقت، استنادًا إلى الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي واستمرت قرابة شهرين.
ومساء السبت، أعلنت حركة حماس قبولها مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار قدمته الوسيطتان مصر وقطر، لكن إسرائيل ردت بأنها قدمت "عرضًا مضادًا" بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، الوسيطة الثالثة في المفاوضات.
ووفقًا لتقارير إعلامية، يتركز الخلاف بين الجانبين حول نقطتين رئيسيتين: أولًا، تصر إسرائيل على أن يكون أي اتفاق في هذه المرحلة مؤقتًا، بحيث يقتصر على وقف القتال مقابل إطلاق سراح الرهائن، بينما تطالب حماس بمفاوضات تفضي إلى إنهاء الحرب بشكل كامل.
أما الخلاف الثاني فيدور حول عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم، إذ أبدت حماس استعدادها لإطلاق سراح خمسة محتجزين، من بينهم الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، بينما تشدد إسرائيل على ضرورة إطلاق سراح 10 رهائن أحياء على الأقل مقابل هدنة مدتها 50 يومًا.