كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير مفصل أن إسرائيل تخطط لشن هجوم بري شامل على قطاع غزة، يتضمن نشر عشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين في مختلف أنحاء القطاع، بهدف احتلال الأراضي لفترة غير محددة واجتثاث ما تبقى من نفوذ حركة حماس.
وبحسب التقرير، فإن هذه الخطة العسكرية وضعت بقيادة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، وتحظى بدعم قوي من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في إشارة إلى إجماع سياسي وعسكري على التصعيد العسكري طويل الأمد في غزة.
اقرأ أيضًا:
- رغم الحرب.. إسرائيل تنظم رحلات سياحية لأول مرة في هذه المنطقة
- جيش الاحتلال يعلن توسيع عملياته في هذه المناطق وأوامر إخلاء جديدة للسكان
عملية برية واسعة
ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مصادر مطلعة، فإن زامير يسعى إلى تنفيذ عملية برية واسعة النطاق ومكثفة تستمر لأشهر، تهدف إلى القضاء الكامل على حماس قبل أي تحرك سياسي أو تسوية محتملة بشأن مستقبل القطاع.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن الجيش الإسرائيلي مستعد للانتشار بقدرات بشرية كافية تسمح له بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة إلى أجل غير مسمى، بما في ذلك الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية، وهي خطوة امتنعت إسرائيل عن اتخاذها في جولات التصعيد السابقة.
ويرى زامير، بحسب الصحيفة، أن تحقيق أهداف إسرائيل في غزة لا يمكن أن يتم عبر التكنولوجيا فقط، بل يتطلب وجودًا ميدانيًا مباشرًا وكثيفًا للقوات البرية، بسبب قلة ثقته بالوسائل التقنية وحدها في القضاء على التهديدات.
وخلال زيارة أجراها إلى غزة هذا الأسبوع، علّق زامير على خطط انتشار القوات البرية بقوله إن العمليات "ستتواصل بوتيرة مدروسة ولكن حازمة"، في إشارة إلى أن العملية ستكون تدريجية ولكن مصممة للوصول إلى أهدافها دون تراجع.
مراوغ.. كابوس فيلادلفيا يتكرر لا على حدود مصر بل في قلب غزة#مصر#غزة#فيلادلفيا #مراوغ #محور_مراوغ #سوشال_سكاي pic.twitter.com/YSdnyTrwJ6
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) April 3, 2025
دعم الإدارة الأمريكية
وأشارت "وول ستريت جورنال" أيضًا إلى أن دعم خطة زامير لا يقتصر على الداخل الإسرائيلي، بل يمتد ليشمل الإدارة الأميركية، حيث أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغوط التي كانت تمارسها إدارة سلفه جو بايدن على إسرائيل لتقليل وتيرة الهجمات، وسمح باستمرار تزويد الجيش الإسرائيلي بكميات كبيرة من الأسلحة.
وأكد ترامب في أكثر من مناسبة أن إسرائيل يجب أن تكون "طليقة اليد" في غزة ما دامت حماس لم تفرج عن الرهائن ولم تتخلى عن الحكم، وهو ما مثّل دعمًا سياسيًا ودبلوماسيًا مباشرًا للموقف الإسرائيلي المتشدد.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشدد فيه إسرائيل هجماتها على قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين، بعد توقف مؤقت للعمليات استمر قرابة شهرين وشهد إطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، قتل أكثر من خمسين ألف فلسطيني جراء الهجمات المتواصلة على القطاع، الذي يعاني حاليًا من حصار خانق وأوضاع إنسانية كارثية وسط تحذيرات دولية متصاعدة من مجاعة وشيكة قد تضرب السكان المدنيين المحاصرين.