ضربة أمريكية وشيكة على إيران.. هل تشهد المنطقة حربًا جديدة؟

ضرب إيران
ضرب إيران

تظهر التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط تصعيدًا كبيرًا في التحركات العسكرية، حيث يتم تنسيق متزايد بين الولايات المتحدة وإسرائيل. العديد من التحليلات تشير إلى احتمال تنفيذ ضربات مشتركة على المنشآت النووية الإيرانية، مما يعكس أن الخيارات العسكرية أصبحت جزءًا أساسيًا من استراتيجيات البلدين لمواجهة التهديد النووي المتزايد من طهران.

السيناريو العسكري

في الآونة الأخيرة، أظهرت التحركات العسكرية أن هناك استعدادًا متزايدًا من قبل الولايات المتحدة، فقد تم إرسال حاملة طائرات ثانية إلى منطقة الشرق الأوسط من قبل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، مما يعد رسالة واضحة من واشنطن عن استعدادها للرد بشكل حاسم على أي تهديدات إيرانية.

اقرأ أيضًا:

كما أن تصريحات مسؤولي البنتاغون حول استعداد الولايات المتحدة لتنفيذ "إجراءات حاسمة" إذا هددت إيران أو وكلاؤها في المنطقة مصالحها تكشف عن الجاهزية العسكرية العالية.

وفي الوقت نفسه، تسجل المشاورات بين واشنطن وتل أبيب تقدما ملحوظا، حيث تسارع وتيرة التنسيق العسكري بين الطرفين، وهناك تقارير وتحليلات تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تبدأ في تنفيذ ضربات على المواقع النووية الإيرانية في فترة قريبة، ربما في الأسابيع المقبلة. 

ووفقًا للكاتب الصحفي والمحلل السياسي موفق حرب، فإن "القرار الحاسم" بين الولايات المتحدة وإسرائيل يتلخص في منع إيران من الحصول على قدرات نووية عسكرية، وهو هدف أصبح جزءًا من الاستراتيجية المشتركة للحد من نفوذ إيران في المنطقة، وبينما هناك بعض القنوات الدبلوماسية المفتوحة، يبقى التصعيد العسكري خيارًا رئيسيًا على الطاولة.

ضغوط على إيران

من جانبها تواجه إيران ضغوطًا هائلة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الداخلي، يعاني الاقتصاد الإيراني من أزمة خانقة بسبب العقوبات الغربية، ويواجه النظام موجات متزايدة من الاحتجاجات الشعبية نتيجة للأوضاع الاقتصادية المتدهورة. 

وتضع هذه الأزمات الداخلية طهران في موقف صعب، مما قد يساهم في جعلها أكثر مرونة خلال أي مفاوضات، ومع ذلك، تواصل إيران جهودها لتطوير برنامجها النووي، حيث زاد مستوى تخصيب اليورانيوم ليصل إلى 60%، وهو ما أثار قلقًا دوليًا بشأن نوايا طهران العسكرية.

وفي هذا السياق، يشير موفق حرب إلى أن إيران قد تكون مستعدة للتراجع استراتيجيًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والوضع الداخلي المتأزم. ورغم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، فإن إيران ترسل إشارات بأنها قد تكون مستعدة للتفاوض، ولكن على أساس شروطها الخاصة. 

وفي هذا السياق، يذكر حرب أن إدارة الرئيس ترامب قد اعتمدت سياسة تجمع بين الضغط العسكري والدبلوماسي، حيث كانت واشنطن تسعى لإيجاد حل دبلوماسي للأزمات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الملف النووي الإيراني، بينما تستمر التهديدات العسكرية.

التوازنات الإقليمية

وإذا تم تنفيذ الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، فإن العواقب ستكون بعيدة المدى، ليس فقط بالنسبة لإيران، بل على التوازنات الإقليمية والدولية بشكل عام، ووفقًا لموفق حرب، فإن "منطقة الشرق الأوسط سوف تشهد تحولات استراتيجية خطيرة"، مشيرًا إلى أن دولًا إقليمية مثل تركيا قد تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة في أعقاب الهجوم المحتمل على إيران. 

وفي ظل الوضع الراهن، الذي شهد صعودًا كبيرًا لدور إيران بعد سقوط صدام حسين، فإن هذا الصعود قد يشهد تحولًا كبيرًا إذا استمر التصعيد العسكري.

ويعتبر حرب أن الهجوم على إيران قد يؤدي إلى اضطرابات إقليمية واسعة لا يمكن السيطرة عليها، وقد أشار إلى أن السيناتور الراحل جون ماكين كان قد صرح في وقت سابق: "لا شيء أسوأ من الحرب مع إيران، إلا إذا كانت إيران تمتلك سلاحًا نوويًا عسكريًا"، ومن هنا، تصبح الخيارات أمام الولايات المتحدة وحلفائها معقدة للغاية، حيث يتعين عليهم الاختيار بين خيارين سيئين: الحرب أو السماح لإيران بتطوير قدرة نووية عسكرية.

سكاي نيوز