شهدت مدينة رفح جنوب قطاع غزة حادثة مروعة عندما أعدم الجيش الإسرائيلي المسعف الفلسطيني رفعت رضوان برفقة 14 من زملائه في حي تل السلطان، في 23 مارس الماضي، وكانت كلمات رضوان الأخيرة، التي قال فيها "سامحيني والدتي، اخترت هذا الطريق لمساعدة الناس، الجيش قد جاء"، كانت بمثابة شهادة على اللحظات الأخيرة قبل وفاته.
فيديو المسعف الفلسطيني رفعت رضوان
ويظهر مقطع الفيديو الذي لا يتجاوز الـ 6 دقائق و42 ثانية، والذي حصلت عليه جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من هاتف رضوان بعد انتشال جثمانه من المقبرة الجماعية التي دفن فيها، مشاهد مروعة.
وبحسب ما جاء في الفيديو، يسمع صوت إطلاق وابل من الرصاص لمدة تزيد عن 5 دقائق، وسط صرخات الطواقم الطبية وطلباتهم للمساعدة، مع بعضهم الذين لم يفارقوا الحياة إلا وهم ينطقون الشهادة.
والجدير بالإشارة أن المقطع كشف عن حقيقة مفزعة، حيث أتضح أن العديد من طواقم الإسعاف والدفاع المدني كان قد وصل إليهم الجيش الإسرائيلي وهم أحياء، مما يثبت إصرار الاحتلال على ارتكاب جريمة الإعدام العمد، كما أظهرت لقطات الفيديو أن مركبات الإسعاف كانت تحمل الإشارات الضوئية المعتمدة، وأن المسعفين كانوا يرتدون الزي الرسمي المميز.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد زعم في 31 مارس أنه لم يستهدف "مركبات إسعاف عشوائيًا"، وأنه رصد "عدة سيارات مشبوهة"، إلا أن الفيديو كذب هذه المزاعم، مشددًا على أن الطواقم المستهدفة كانت تمارس مهامها الرسمية في مناطق خطرة.
رد حماس: جريمة إعدام ميداني بشعة
ومن جانبها، أكدت حركة "حماس" أن الفيديو الذي تم العثور عليه في هاتف المسعف الشهيد رفعت رضوان، يظهر جريمة إعدام ميداني بشعة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي عن سبق إصرار.
وأشارت "حماس"، في بيانها الصحفي، إلى أن الفيديو يظهر بشكل واضح استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني أثناء أداء واجبهم الإنساني في إنقاذ الجرحى، مما يؤكد الطبيعة المتعمدة لهذا الهجوم.
وثيقة دامغة ضد الاحتلال
ووصفت "الحركة" الفيديو بأنه "وثيقة دامغة" تدين الاحتلال الإسرائيلي وتفضح وحشيته، لافتة إلى أن الفيديو يظهر انتهاكًا سافرًا للقوانين الدولية، وتكذيبًا للرواية الإسرائيلية التي حاولت التغطية على الجريمة من خلال دفن الضحايا في مقابر جماعية.
كما علقت "الحركة" على هذه الحادثة، مؤكدة أن هذه الجريمة جزء من سلسلة طويلة من الاعتداءات التي ارتكبها الاحتلال ضد طواقم الإسعاف والدفاع المدني، مشيرة إلى الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة.
الدعوة للتحرك الدولي
كما ناشدت "حماس"، المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التحرك العاجل لتوثيق هذه الجريمة وإحالتها إلى المحاكم الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب، مؤكدة على ضرورة نشر الفيديو على نطاق واسع ليكون شاهدًا حيًا على بشاعة الاحتلال، مطالبين بتوثيق كل الجرائم المرتكبة ضده.
وبدوره، زعم الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، أنه بدأ "تحقيقًا معمقًا" في حادثة إطلاق قواته النار على طواقم الإسعاف والإغاثة في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة في 23 مارس، والتي أسفرت عن مقتل 15 شخصًا تم دفنهم في مقبرة جماعية.