في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية المصرية الرامية إلى إعادة التهدئة إلى قطاع غزة عقب استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية منذ الشهر الماضي، كشفت مصادر مطلعة أن القاهرة طرحت مبادرة جديدة تهدف إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار.
ورغم طرح هذا المقترح، فقد سادت العديد من الأقاويل والتكهنات حول فحواه ومضمونه، الأمر الذي استدعى توضيحاً من مصدر فلسطيني مطلع، نفى فيه بشكل قاطع صحة ما يتم تداوله إعلامياً بشأن تقديم خطوة مباشرة لحركة حماس ضمن هذا السياق، واصفاً تلك المعلومات بأنها عارية تماماً من الصحة.
اقرأ أيضًا:
- مصدر فلسطيني يكشف تفاصيل خارطة للحوار بين حماس وفتح
- القاهرة تستضيف قمة فرنسية - مصرية - أردنية بشأن الأوضاع في غزة
اليوم التالي للحرب
وفي سياق متصل، أوضح المصدر في تصريح لقناتي "العربية" و"الحدث"، اليوم الأحد، أن حركة حماس أبدت قدراً من المرونة بخصوص مرحلة "اليوم التالي" للحرب، أي ما بعد توقف الأعمال القتالية في إشارة إلى استعدادها لمناقشة الترتيبات المستقبلية لإدارة قطاع غزة.
وأكد المصدر ذاته أن وفد حركة فتح ما زال يواصل لقاءاته المكثفة مع المسؤولين المصريين، لبحث تفاصيل ترتيبات اليوم التالي، وخاصة مسألة تولي الحكومة الفلسطينية الشرعية مهمة الإشراف على لجنة إدارية مختصة بإدارة شؤون قطاع غزة، في إطار رؤية لإعادة توحيد المؤسسات الوطنية.
تفاصيل المقترح المصري
كما كشف المصدر أن المقترح المصري المقدم حالياً يرتكز على نقطة توازن دقيقة، إذ يجمع بين المطالب التي وافقت عليها حماس سابقاً، وبين بعض النقاط التي تصر عليها إسرائيل، ما يجعله – بحسب المصدر – قابلاً للنقاش من الطرفين، ويفتح باباً محتملاً للانفراج.
وأشار في ختام تصريحه إلى أن الجانب المصري يبدي تفاؤلاً حذراً تجاه فرص نجاح هذه المبادرة، خاصة في ضوء اللقاء المرتقب يوم غد الاثنين في العاصمة الأميركية واشنطن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ولفت إلى أن هذا اللقاء يكتسب أهمية إضافية نظراً للاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع ترامب يوم الثلاثاء الماضي، والذي ناقشا خلاله ملف غزة، وتحديداً قضايا تتعلق بوقف إطلاق النار وملف الأسرى.
قصف عنيف
الجدير بالذكر أن إسرائيل قد استأنفت قصفها العنيف لقطاع غزة في 18 مارس الماضي، بعد انهيار اتفاق التهدئة الذي كان قد دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.
وتظهر المواقف الإسرائيلية المتكررة رفضاً واضحاً لتولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، كما ترفض قطعياً السماح لحركة حماس بالبقاء في المشهد، إذ تشترط لتوقيع أي اتفاق أن تتخلى الحركة عن سلاحها بشكل كامل، وأن يخرج قادتها من قطاع غزة، وهي شروط سبق أن رفضتها حماس ووصفتها بأنها تمثل خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها.