أعلن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، اليوم الأربعاء، عن استعداد بلاده التام لاستضافة عدد من الفلسطينيين المتضررين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك عبر توفير ملاجئ مؤقتة لهم داخل الأراضي الإندونيسية، في إطار موقف إنساني تضامني مع القضية الفلسطينية.
وجاء هذا التصريح بالتزامن مع تقارير الأمم المتحدة التي تشير إلى نزوح ما يقرب من 400 ألف شخص من سكان غزة خلال الأسابيع الأخيرة، تحديدًا بعد أن أعادت إسرائيل إطلاق عملياتها العسكرية في القطاع الشهر الماضي، مما فاقم الوضع الإنساني هناك بشكل خطير.
اقرأ أيضًا:
- رسائل قوية من العريش.. ماذا قال السيسي وماكرون عن غزة؟
- هل فشلت إسرائيل في كبح حماس؟ انتقادات حادة من الداخل
استقبال مصابي غزة
وفي تصريحات أدلى بها قبل انطلاقه في جولة دبلوماسية تشمل عدة دول في الشرق الأوسط من بينها الإمارات وتركيا ومصر وقطر والأردن، قال الرئيس برابوو: "نحن على أتم الاستعداد لاستقبال الضحايا من المصابين الفلسطينيين على أراضينا، وتوفير الرعاية اللازمة لهم".
وأوضح أن الحكومة الإندونيسية مستعدة لتنظيم رحلات جوية خاصة لنقل المصابين، مشيرًا إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى إمكانية نقل ما يصل إلى ألف جريح في الدفعة الأولى، مع التركيز على الفئات الأكثر تضررًا مثل الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية، والأيتام الذين فقدوا ذويهم في الحرب.
كما أكد الرئيس أنه أعطى توجيهاته لوزير الخارجية الإندونيسي لبدء مشاورات فورية مع كل من السلطات الفلسطينية والدول المعنية في المنطقة، من أجل التنسيق حول الآليات اللوجستية اللازمة لإجلاء الجرحى الفلسطينيين من قطاع غزة، وضمان وصولهم إلى إندونيسيا بأمان.
إقامة مؤقتة
وشدد برابوو على أن إقامة الضحايا في إندونيسيا ستكون مؤقتة فقط، إلى حين تعافيهم الكامل واستقرار أوضاعهم الصحية والنفسية، على أن يتم بعد ذلك العمل على إعادتهم إلى وطنهم بشكل آمن وكريم.
وجدد الرئيس الإندونيسي موقف بلاده الراسخ والداعم لـ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد والعادل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدًا أن إندونيسيا، باعتبارها أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، تضع القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتها السياسية والإنسانية.
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام تركية، ينتظر أن يلقي الرئيس برابوو كلمة رسمية أمام البرلمان التركي خلال زيارته المرتقبة، وهي خطوة غير تقليدية وتحمل دلالة رمزية على عمق العلاقات بين البلدين وتوافقهما في المواقف الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بفلسطين.
الجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان قد قام بزيارة رسمية إلى إندونيسيا في شهر فبراير الماضي، وشهدت الزيارة توقيع اتفاقيات وتعهدات مشتركة بتوسيع آفاق التعاون الثنائي وتعزيز التضامن تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
