أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، أوامر إخلاء جديدة تستهدف مناطق سكنية مكتظة شرق مدينة غزة، وذلك في سياق تصعيده العسكري المستمر الذي ينفذه تحت غطاء ما يسميه "العمليات الأمنية".
وتضمنت التعليمات، التي جرى تعميمها عبر منشورات ألقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية ومن خلال رسائل نصية واتصالات مسجلة، مطالبة مباشرة لسكان أحياء الزيتون، الشجاعية، والتفاح بإخلاء منازلهم على الفور والتوجه نحو المناطق الغربية من المدينة، التي تعاني أصلًا من اكتظاظ شديد نتيجة موجات النزوح السابقة.
اقرأ أيضًا:
- طالع تفاصيل المقترح المصري لصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
- جمعية الهلال الأحمر تفتتح خدمات التطعيم ومتابعة الحمل في عياداتها المركزية
صعوبة الوصول إلى مناطق آمنة
وأكدت مصادر محلية أن حالة من الذعر والفوضى عمت الأحياء المستهدفة، في ظل صعوبة الوصول إلى مناطق آمنة بسبب استمرار القصف، وتدمير الطرق والبنى التحتية، وعدم توفر وسائل نقل كافية، ما دفع العديد من الأسر إلى النزوح سيرًا على الأقدام وسط دمار واسع وخطر القصف المتواصل.
وتأتي هذه الأوامر في إطار المرحلة الجديدة من العدوان الإسرائيلي الذي استؤنف في 18 مارس الجاري، والذي شهد تصعيدًا غير مسبوق في الضربات الجوية والمدفعية على الأحياء السكنية والمراكز الطبية ومخيمات النزوح.
وقد أسفرت هذه العمليات حتى اللحظة عن استشهاد 1522 مواطنًا، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء، إلى جانب إصابة ما لا يقل عن 3834 آخرين، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.
وتؤكد التقارير الميدانية أن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة لدفع السكان نحو النزوح القسري، عبر استخدام أدوات الحرب النفسية والترويع، بالتوازي مع استهداف الممرات التي يفترض أن تكون "آمنة"، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.
ويأتي هذا التطور في ظل صمت دولي مريب، وتزايد المطالبات الحقوقية بفتح تحقيقات دولية في الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
