كشف وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن توجهات استراتيجية جديدة لجيش الاحتلال في قطاع غزة، حيث أعلن أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تصعيدًا واسعًا في العمليات العسكرية تشمل التوغل في مناطق إضافية من القطاع، وذلك ضمن ما وصفه بمحاولة أخيرة لإقصاء حركة حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء الحرب المستمرة.
ونقلت القناة 12 العبرية أن هذه التصريحات تأتي في إطار خطة موسعة تشمل إعادة رسم خريطة السيطرة الميدانية في غزة، وفرض تغييرات جغرافية على الأرض.
اقرأ أيضًا:
- تعنت إسرائيلي.. قوات الاحتلال تحرم المسيحيين من الوصول إلى الفدس في أحد الشعانين
- قناة عبرية تكشف فرص التوصل لوقف إطلاق النار في غزة قريبًا
خطاب وزير الجيش
وخلال خطابه الموجه إلى سكان قطاع غزة، قال كاتس بشكل مباشر: "قريبًا سوف يشهد القطاع تمددًا مكثفًا لنشاط الجيش الإسرائيلي في مختلف المناطق، وهذه هي الفرصة الأخيرة للقضاء على حماس، واستعادة المحتجزين، ووضع حد للقتال"، في إشارة إلى رفض بلاده للمبادرات الدولية التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وفي سياق توضيحه للمخططات الميدانية، أشار كاتس إلى أن المنطقة الممتدة بين محور فيلادلفيا (المحاذي للحدود مع مصر) ومستوطنة موراج السابقة سوف تحول إلى ما سماها "منطقة أمنية إسرائيلية"، وهو ما يعد خطوة جديدة نحو فرض منطقة عازلة على طول الحدود الشرقية والجنوبية للقطاع، في مسعى لمنع عودة المقاومة إلى هذه المناطق مستقبلاً.
كما لفت إلى أن العمليات العسكرية تتسع كذلك في شمال القطاع، لا سيما في بيت حانون ومناطق أخرى مجاورة، حيث يتم تنفيذ عمليات إخلاء قسري للسكان والسيطرة على الأراضي، بالتوازي مع السعي لتوسيع ما يعرف بممر "نتساريم"، الذي يربط جنوب القطاع بشماله، وتستخدمه القوات الإسرائيلية كممر عسكري واستراتيجي في تحركاتها داخل غزة.
استمرار العدوان الإسرائيلي
وبحسب القناة العبرية، فإن هذه التطورات تأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي العنيف على كافة مناطق القطاع، حيث تتصاعد الهجمات الجوية والمدفعية، وتتزايد محاولات اجتياح الأحياء والمخيمات السكنية، وسط تصعيد غير مسبوق.
وفي ضوء هذه التصريحات، عبّرت القناة عن وجود قلق متصاعد من احتمال انفجار الوضع بشكل أوسع، خاصة في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها سكان غزة، مع انهيار شبه كامل في مقومات الحياة، ونقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الطبية، واستمرار موجات النزوح الداخلي، التي تفاقم من معاناة المدنيين.
كما أكدت التطورات الجارية أن إسرائيل لا تزال تراهن على الحسم العسكري كخيار استراتيجي، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية والمطالبات السياسية بالتوجه نحو تسوية سلمية تُوقف النزاع، وتضع حدًا للكارثة الإنسانية التي تضرب القطاع المحاصر منذ أشهر.