أفاد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، بأن هناك أزمة استراتيجية عميقة تهدد قدرة الجيش على تحقيق أهداف الحرب في غزة، مشددًا على أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال ترفض وضع بديل لحركة حماس، علاوة على وجود نقص حاد في أعداد الجنود وفشل قانون التجنيد الإجباري للحريديم، مما يجعل من تحقيق النصر أمراً شبه مستحيل في ظل المعطيات الحالية.
نقص خطير في القوة البشرية
وخلال مناقشات أجراها "زامير" مع القيادات السياسية، لفت إلى أن الترتيبات الحالية في صفوف القوات تعاني من نقص بشري حاد، ما يجعل تحقيق نسبة كبيرة من الأهداف المعلنة للحكومة أمراً في غاية الصعوبة، لا سيما في ظل غياب خطة واضحة لما بعد حماس.
مخاوف من فوضى بلا نهاية
ووفقًا لما جاء في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن "زامير"، قد حذر من أن استمرار غياب الرؤية البديلة وغياب التخطيط لما بعد العمليات سيؤدي إلى فوضى مستمرة داخل غزة، حيث ستظل حماس ممسكة بزمام السيطرة على القطاع مدنياً وعسكرياً، رغم مرور أكثر من عام ونصف على بدء الحرب.
خطة بلا أفق سياسي
وبعد مرور أكثر من شهر، يستمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ خطة تهدف إلى السيطرة على مناطق محدودة داخل غزة لتوسيع المنطقة العازلة، وهو تحرك يستهدف الضغط على حماس من أجل إطلاق عدد محدود من الرهائن أو تحسين شروط التفاوض، ما يعكس تراجعاً عن الأهداف الأصلية التي تم الإعلان عنها مع بداية العدوان.
خطة زامير البديلة
وفي السياق ذاته، تشير مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن زامير يدفع باتجاه تنفيذ عملية برية واسعة لهزيمة حماس، من خلال أساليب جديدة مثل التطويق وإقامة نقاط تفتيش تدريجية، إلا أن يعترف بأن السيطرة الكاملة على القطاع ستتطلب شهوراً وربما سنوات، إضافة إلى تعبئة عشرات الآلاف من الجنود من قوات الاحتياط.
حماس تعيد ترتيب أوراقها
وعلى الرغم من الضغط العسكري، تواصل حماس فرض سيطرتها على غالبية أراضي غزة، كما شدد "زامير"، على أن الحركة لا تشن هجمات مباشرة في الوقت الحالي لكنها تتعافى بهدوء، وتعيد تنظيم صفوفها، وسط تقديرات استخباراتية تشير إلى أن نحو عشرين ألفاً من عناصرها لا يزالون على قيد الحياة، بمن فيهم قادة ميدانيون بارزون.
تكتيك الصمت والمناورة
كما أوضحت "الصحيفة العبرية"، أن حماس تنتهج منذ بداية المعركة سياسة محسوبة تهدف إلى الحفاظ على قوتها العسكرية رغم الضربات المتكررة، مما يشير إلى قدرة عالية على إدارة الصراع واستنزاف الجيش الإسرائيلي عبر الصمت والتريث بدلاً من المواجهة المباشرة.